عبد الله جاب الله يتحدث عن مسار الإسلاميين في الجزائر وتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ

في شهادة لافتة، استعرض عبد الله جاب الله، أحد أبرز قادة التيار الإسلامي في الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي، تجربته ورؤيته حول مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد، وهي فترة الانفتاح السياسي عقب أحداث أكتوبر 1988، وما صاحبها من تأسيس للجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) التي حُظرت لاحقاً.

خلال حوار إذاعي على شبكة الإنترنت، ركز جاب الله على خلفيات صعود الإسلاميين في الحياة السياسية، وكيف ساهمت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب الرغبة الشعبية في التغيير بعد سنوات من الحكم الأحادي، في خلق بيئة ملائمة لبروز التيارات السياسية الإسلامية. وأوضح أن هذه المرحلة تميزت بانفتاح محدود سمح بظهور أحزاب سياسية جديدة بينها حزب الفيس، الذي مثّل نقطة تحول في الحضور العلني للإسلاميين.

في شهادته، أشار جاب الله إلى أنه لم ينضم مباشرة إلى الفيس، بل فضّل تأسيس حركة النهضة الإسلامية التي اعتمدت رؤى إصلاحية مستمدة من قيم الإخوان المسلمين. لكنه أكد أنه رغم الاختلاف في المسارات التنظيمية، ظل هدف التيار الإسلامي هو الإصلاح السلمي والدعوة لإشراك جميع القوى في الحياة السياسية بعيداً عن العنف.

تطرّق جاب الله أيضاً إلى الأزمات التي شهدتها الجزائر إثر حلّ الفيس وتصاعد أعمال العنف في التسعينيات. وقد عبّر عن رفضه القاطع لانتهاج العنف السياسي، داعياً الأطراف كافة إلى الحوار والمصالحة الوطنية كسبيل لإنهاء النزاعات.

يُعد جاب الله من الأصوات الإسلامية التي نادت بحلول سلمية وإصلاحات سياسية متدرجة تليق بخصوصية المجتمع الجزائري. ويلخص حديثه أهمية استخلاص العبر من تجارب الماضي لتحقيق التوازن بين التعددية السياسية والحفاظ على الاستقرار. وتبقى شهاداته مرجعاً لفهم تعقيدات الحراك الإسلامي في الجزائر على مدى العقود الأخيرة.

موضوعات ذات صلة