فرنسيتان من أصول جزائرية تبدآن رحلة جديدة في الجزائر بمشروع حضانة دولية
قبل عام، قررت سيدتان من أصول جزائرية وتحملان الجنسية الفرنسية العودة إلى وطن أجدادهما الجزائر لبدء حياة جديدة. نورا (40 عامًا) ورعودة (47 عامًا) اختارتا الاستقرار في العاصمة الجزائرية واستثمرتا خبراتهما في مشروع مبتكر يقوم على إطلاق حضانة دولية للأطفال بنظام المنتسوري. جاء هذا القرار بعد فترة طويلة من العيش في فرنسا، حيث استفادت كل منهما من التجارب التربوية الحديثة هناك، لتقررا تطبيق هذا النهج التعليمي المتطور في الجزائر.
بداية المشروع لم تكن سهلة، إذ واجهتا العديد من التحديات الإدارية والثقافية كأي مغترب يطمح في العودة والبناء في بلده الأم. استعانتا على تلك الصعوبات بعزيمة قوية ورغبة في تقديم قيمة مضافة للنظام التربوي المحلي. قدمتا فكرة حضانة تعتمد أساليب المنتسوري المعترف بها عالميًا، لتعزيز استقلالية الطفل وتطوير مهاراته منذ عمر ثلاثة أشهر وحتى ست سنوات.
تقول نورا إن احتياجات المجتمع الجزائري إلى خيارات تعليمية حديثة دفعتها وزميلتها للتركيز على الأساليب التي تضع الطفل في قلب العملية التعليمية بدلًا من الأساليب التقليدية. وتوضح رعودة بأن الفروقات الثقافية لم تكن حاجزًا بل مصدر إلهام، حيث حاولتا الدمج بين القيم المحلية وطرق التعليم الحديثة لضمان استجابة العائلات الجزائرية لرؤية المشروع.
حظيت هذه المبادرة بترحيب أولياء الأمور الطامحين إلى بيئة تربوية تحفز الإبداع لدى الأطفال وتشجعهم على التعلم الذاتي. كما لاقت فكرة الحضانة الدولية اهتمامًا واسعًا بين العائلات التي ترغب في منح أطفالها بداية تعليمية قوية ونوعية في سنواتهم الأولى.
تواصل نورا ورعودة تطوير المشروع ليشمل مزيدًا من الأنشطة والإمكانات، آملتين في أن تصبح هذه الحضانة نموذجًا يُحتذى به في القطاع التربوي الجزائري، وأن تُلهم مغتربين آخرين للعودة والمساهمة في تطوير البلاد من خلال خبراتهم وتجاربهم الواسعة.