قصة صمود طالبة جزائرية في وجه التحديات بفرنسا
تواجه العديد من الطلبة الجزائريين في فرنسا، خاصة في السنوات الأخيرة، تحديات كبيرة أثناء سعيهم لتحقيق أحلامهم الأكاديمية والمهنية. وبينما يعتبر الكثيرون أن الدراسة في الخارج باب لمستقبل أفضل، إلا أن الواقع غالباً ما يكون أصعب مما يتصور البعض.
في أحد التقارير التي بثتها إذاعة فرنسية من باريس، تم تسليط الضوء على تجربة شابة جزائرية جاءت إلى فرنسا أملاً في بناء حياة جديدة عبر التعليم العالي. كما هو حال كثير من زملائها، اصطدمت هذه الشابة بظروف قاسية تركت آثارها على حياتها اليومية والدراسية. كان عليها أن توفق بين متطلبات الدراسة والعمل الجزئي لسد تكاليف معيشتها، في ظل ارتفاع الأسعار وارتفاع إيجارات السكن، إلى جانب شعورها بالبعد عن العائلة وصعوبة التأقلم.
تروي الشابة كيف اضطرت أحياناً إلى توزيع وقتها بين حضور المحاضرات والعمل في مجال التنظيف أو المطاعم لساعات طويلة، حتى تتمكن من تسديد رسوم الجامعة وسد احتياجاتها الأساسية. وقد أشارت إلى أن لحظات الشك واليأس لم تكن غائبة عنها، لكنها لم تستسلم، فحافزها الأكبر هو تحقيق النجاح والعودة لبلدها بشهادة علمية تفتح لها الأبواب.
ذكر التقرير أن الرحلة لم تخلُ من تحديات نفسية وضغوط اجتماعية، إذ يواجه الكثير من الطلاب الأجانب شعور العزلة وصعوبة الاندماج لا سيما مع اختلاف اللغة والثقافة. كما تعاني غالبية هؤلاء من قلة الدعم المادي وضرورة التكيف السريع مع نمط حياة جديد.
ورغم الصعوبات، تظل قصة هذه الشابة مثالاً على الإصرار، إذ شددت على أن التحديات جزء طبيعي من كل قصة نجاح، وأن أهم ما يحتاجه الطالب المغترب هو الثبات والإيمان بالقدرة على تجاوز الظروف مهما اشتدت. وأوصت الطلاب الجدد بضرورة البحث عن الدعم، سواء من جمعيات طلابية أو شبكة الأصدقاء، مع أهمية الاستفادة من كل الفرص المتاحة دون التردد في طلب المساعدة.
تعكس هذه التجربة واقع الكثير من الشباب الجزائري الطامح في الهجرة والدراسة بالخارج، وهو واقع يختلط فيه الحلم بالواقع المرير، إلا أن روح الإصرار والمثابرة تظل دائماً مفتاح الأمل وتحقيق الغاية.