قصص جزائريات في مواجهة سرطان الثدي: تحديات وأمل
يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في الجزائر، حيث يتم تشخيص حوالي 13,000 إلى 14,000 حالة جديدة سنوياً، بحسب الإحصائيات الأخيرة. ويشير الخبراء إلى أن واحدة من كل ثماني نساء في البلاد مُعرّضة لهذا المرض خلال حياتها، ما يجعله تحدياً صحياً واجتماعياً كبيراً.
تبدأ رحلة اكتشاف المرض غالباً بفحص روتيني أو عبر ملاحظة ظهور أعراض غير معتادة كوجود كتلة في الثدي أو تغييرات جلدية. وفي كثير من الحالات، يتيح الكشف المبكر فرصة كبيرة للشفاء التام، فتُؤكّد السيدة ليلى (43 عاماً) قائلة: “لم أكن أتصوّر أن الفحص السنوي سينقذ حياتي. حين اكتشفت إصابتي في مرحلة مبكرة، تمكنت من تلقي العلاج اللازم وتجاوزت المحنة بدعم عائلتي وطبيبي.”
أما السيدة سعاد، فقد اكتشفت الورم متأخراً، لتواجه معركة أصعب مع العلاج الكيماوي والجراحة، لكنها تصف تجربتها قائلة: “كانت أياماً صعبة، لكنني لم أفقد الأمل ووجدت قوة كبيرة في تضامن صديقاتي ودعم منظمات المجتمع المدني التي رافقتني خطوة بخطوة.”
يؤكد الأطباء أهمية التوعية بأعراض المرض والدعوة للفحص المنتظم، خاصة في ظل تزايد أعداد المصابات سنوياً وانتشار المرض بين نساء في سن صغيرة نسبياً. وتساهم الحملات السنوية، كحملة “أكتوبر الوردي”، في رفع مستوى الوعي وتشجيع النساء على الكشف المبكر ودعم المصابات في مختلف مراحل العلاج.
تعكس هذه الشهادات جانباً من قوة المرأة الجزائرية في مواجهة سرطان الثدي بالتضامن والأمل، وتبرز ضرورة تعزيز الجهود الوطنية من أجل الوقاية والدعم والرعاية الشاملة للنساء المصابات، لضمان عودتهن إلى حياتهن الطبيعية والانتصار على المرض.