كشف موقع مغربي متورط في حملة تضليل ضد الجزائر
كشفت تحقيقات إعلامية دولية حديثة عن دور منصة إلكترونية مغربية تُدعى “صاحل إنتليجنس” في حملات التضليل الإعلامي الموجهة ضد الجزائر. وقد أظهر تقرير نشره أحد المنابر الدولية كيف أن هذا الموقع الذي يدّعي التخصص في قضايا الأمن والسياسة الإقليمية، كان منذ سنوات يروج لمعلومات مغلوطة وأخبار زائفة تستهدف الجزائر ومواقفها الإقليمية، خاصة فيما يخص ملف الصحراء الغربية وعلاقات الجزائر بمحيطها المغاربي.
وبيّن التحقيق أن “صاحل إنتليجنس” يندرج في سياق أوسع لحملة إعلامية ممنهجة تقودها بعض الأطراف المغربية، تهدف لتشويه صورة الجزائر أمام الرأي العام الدولي وإضعاف مواقفها الدبلوماسية. ورصد التحقيق اعتماد هذا الموقع على مصادر غير موثوقة وسرديات أحادية الجانب تخدم مصالح مغربية محددة، متجاهلاً أبسط قواعد الحياد الصحفي والموضوعية.
كما أكدت نتائج التحري أن العديد من الأخبار التي نشرها الموقع حول الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية الجزائرية كانت تفتقر للدقة، وكثيرا ما كانت تحمل اتهامات غير مدعمة بأدلة موثقة. وتزايدت هذه الحملات الإعلامية مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين المغرب والجزائر واتساع دائرة الخلافات حول قضايا إقليمية مثل الصحراء الغربية ودور الجزائر في الساحة الإفريقية.
وأثار الكشف عن هذا الدور التساؤلات حول حدود حرية الإعلام وأخلاقيات الصحافة في المنطقة المغاربية، وسط مطالب متزايدة بضرورة احترام المعايير المهنية وإبعاد الإعلام عن التجاذبات السياسية الرسمية. كما حذر خبراء إعلاميون من مخاطر الأخبار الملفقة ودورها في تأجيج النزاعات وتعقيد الأزمات الدبلوماسية بين الدول الجارة.
وبهذا التطور الأخير، تبرز أهمية الدور الرقابي والتحقيق الصحفي في فضح الحملات الدعائية وتنوير الرأي العام بالحقائق بعيداً عن منطق التحريض والتضليل. ويضع هذا الحدث الإعلام المغاربي أمام تحديات كبيرة لتكريس المهنية والاستقلالية أمام ضغوط السياسة والمصالح الضيقة.