مسؤولون عسكريون مغاربة يزورون إسرائيل وسط تصاعد التوتر في غزة

شهدت العلاقات بين المغرب وإسرائيل في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا على الصعيدين العسكري والأمني، رغم التصاعد المستمر للنزاع في قطاع غزة. فقد أفادت مصادر إعلامية عديدة بأن وفودًا عسكرية رفيعة المستوى من المغرب زارت تل أبيب خلال الشهور الأخيرة، وذلك في إطار توسيع أوجه التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الصناعات الدفاعية والأمنية، وذلك في وقت تتواصل فيه الاتهامات لإسرائيل بارتكاب تجاوزات خطيرة في حق المدنيين بغزة.

هذه الزيارات تندرج ضمن سياق تعميق التعاون بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الإسرائيلية، حيث وقّع البلدان في السنوات الأخيرة عدة اتفاقيات أمنية ودفاعية. وتوسعت هذه الشراكات لتشمل التزود بتقنيات متطورة في الاتصالات والاستخبارات الإلكترونية، إلى جانب صفقات تسلّح متنوعة شملت الطائرات المسيرة وأنظمة دفاعية متقدمة.

رغم الجدل الشعبي في المغرب حول تطبيع العلاقات، إلا أنّ الشراكة الأمنية مع إسرائيل تشهد تقدمًا ملحوظًا، في ظل الحديث عن الرغبة المشتركة في مواكبة التهديدات الإقليمية، خصوصًا ما يتعلق بالتحديات الإيرانية في المنطقة. وقد استقبلت تل أبيب مؤخرًا عددًا من كبار المسؤولين العسكريين المغاربة، حيث عُقدت لقاءات ركزت على تعزيز الدعم التقني وتبادل الخبرات، مما يعكس ترسيخ العلاقات الأمنية بين البلدين بعيدًا عن الأضواء الإعلامية غالبًا.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الزيارات والتعاون الدفاعي يأتي في إطار سعي الرباط للحفاظ على التفوق التكنولوجي في المنطقة، والاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في ميادين عدة، رغم ما يثيره ذلك من انتقادات على الساحة الداخلية والمنابر الحقوقية، خصوصًا مع استمرار معاناة المدنيين في غزة.

في المقابل، يحرص المسؤولون المغاربة على التأكيد أن هذه الشراكات تنطلق من اعتبارات أمنية واستراتيجية بحتة تتطلبها المستجدات والتحديات الراهنة، دون أن تعكس بالضرورة تغييرًا في مواقف المغرب الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

هكذا، يتواصل تطور العلاقات بين الرباط وتل أبيب بوتيرة متسارعة، ليؤكد الطرفان عزمهما على المضي قدمًا في بناء شراكة أمنية متعددة الأبعاد رغم كافة التحديات والانتقادات الداخلية والإقليمية.

موضوعات ذات صلة