مستشار أمريكي يتوقع اتفاق سلام بين الجزائر والمغرب خلال شهرين
في تطور لافت على الساحة الدبلوماسية في شمال إفريقيا، أعلن ستيف ويتكوف، أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، أن هناك جهوداً أمريكية مكثفة تُبذل من أجل إعادة العلاقات بين الجزائر والمغرب بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاث سنوات.
جاءت تصريحات ويتكوف المثيرة للجدل خلال مقابلة تلفزيونية مع برنامج “60 دقيقة” على قناة CBS الأمريكية. حيث أكد أن فريقه يعمل بشكل مباشر مع الطرفين، معبراً عن اعتقاده بأن اتفاق سلام يمكن أن يبرم خلال ستين يوماً فقط، في خطوة قد تغيّر المشهد الإقليمي.
الجدير بالذكر أن العلاقات بين البلدين الجارين تدهورت بشكل غير مسبوق منذ 24 أغسطس 2021، حين قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفته بـ”أعمال عدائية” من جانب الرباط. وطوال الأشهر والسنوات التالية، تصاعدت التصريحات الرسمية والإعلامية من الجانبين، وسط جمود كامل في جهود الوساطة السابقة.
تصريحات ويتكوف تأتي في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية للدفع باتجاه تهدئة التوتر بين الجزائر والمغرب، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية الحالية، وأهمية الاستقرار في منطقة المغرب العربي بالنسبة للأمن الأوروبي والدولي. ويعتقد مراقبون أن وجود رغبة أمريكية صريحة في إنهاء الخلاف قد يشكل دافعاً إضافياً للطرفين لإعادة النظر في مواقفهما.
وبينما يلقي البعض بالشكوك حول إمكانية تحقيق اختراق سريع في ظل تراكم المشاكل العالقة بين الجانبين، يرى آخرون أن وساطة شخصية بارزة قادمة من دائرة قريبة من الإدارة الأمريكية السابقة قد تفتح الباب أمام مفاوضات مباشرة، خاصة إذا اقترنت بضمانات أو امتيازات اقتصادية أو أمنية من الإدارة الأمريكية.
يذكر أن النزاع بين الجزائر والمغرب يُعتبر من أقدم الأزمات الدبلوماسية في المنطقة، ويعود إلى عقود من التوتر على خلفية ملف الصحراء الغربية وقضايا حدودية أخرى. ورغم مبادرات وساطة إقليمية ودولية سابقة، لم تنجح أي منها في تحقيق مصالحة حقيقية بين البلدين.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومتين الجزائرية أو المغربية على تصريحات ويتكوف، لكن وسائل إعلام محلية في البلدين نقلت الخبر وسط تفاعل ملحوظ لدى المتابعين السياسيين، الذين يترقبون بحذر ما إذا كان هذا التحرك الأمريكي سيتحول بالفعل إلى إنجاز دبلوماسي يُنهي سنوات القطيعة والتوتر بين الجارين.