مسيرة علمية لامعة: قصة البروفيسور جمال الدين مليكشي في عالم العلوم
يعد البروفيسور جمال الدين مليكشي واحداً من ألمع العقول الجزائرية في مجال الفيزياء والرياضيات، حيث سلك طريقه العلمي بهدوء وإصرار ليحفر اسمه في سجل العلماء البارزين على مستوى العالم.
ولد جمال الدين مليكشي في خمسينات القرن الماضي في بلدة ثنية بولاية بومرداس الجزائرية. منذ سنواته الأولى، أبدى ميلاً شديداً للعلوم، الأمر الذي دفعه لمتابعة دراسته بتفوق حتى نال شهادة البكالوريا لينطلق بعدها إلى أوروبا، باحثاً عن المعرفة والتخصص في الفيزياء. حاز على الماجستير والدكتوراه في الفيزياء، مع تركيزه على البحوث المتعلقة بالبصريات الكمية في جامعة ساسكس البريطانية.
لم تقتصر إنجازاته الأكاديمية على نيل الدرجات العلمية فحسب، بل امتدت إلى بحوث رائدة، منها تطوير تقنيات بصرية عالية الحساسية للكشف المبكر عن بعض أنواع السرطان. وقد أسهمت أبحاثه في تحسين طرائق التشخيص الطبي واستفاد منها المجتمع الدولي الطبي بشكل واضح.
انضم مليكشي إلى فرق بحثية كبرى، ذاع صيته معها، خاصة لمشاركته في مهام فضائية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، حيث عمل مع فريق بعثة “كوريوسيتي” الاستكشافية للمريخ ومهمة “المريخ 2020″، مساهماً في تطوير حلول مبتكرة لتحليل العينات المريخية، وهو جزء من جهود البشرية لفهم الكوكب الأحمر.
خلال مسيرته، حصل مليكشي على تقديرات وجوائز عديدة من هيئات علمية مرموقة مثل جائزة التميز من الجمعية الأفريقية لإدارة الهندسة، وجائزة أفضل باحث من جامعة ولاية ديلاوير الأمريكية، إلى جانب جوائز أخرى للابتكار في البحوث العلمية.
يتميز البروفيسور مليكشي بقدرة استثنائية على الجمع بين الالتزام الأكاديمي والمساهمة المجتمعية، حيث أشرف على أجيال من الطلاب وساعدهم في الوصول إلى مستويات علمية متقدمة، مقدماً بذلك مثالاً يُحتذى به في الإصرار والتفاني.
تلخص قصة حياة البروفيسور جمال الدين مليكشي المسار الهادئ والطموح لعالم جزائري من طراز رفيع، أثبت أن العلم والجهد طريقان لترك علامة فارقة في الإنسانية.