مقطع اعتداء في بوسماعيل يثير موجة غضب واسعة بين الجزائريين

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر خلال الأيام الأخيرة موجة صدمة وغضب واسعة، عقب انتشار شريط مصوَّر يوثق حادثة اعتداء عنيفة على شاب في أحد الأحياء الشعبية بمدينة بوسماعيل، التابعة لولاية تيبازة.

تُظهر المشاهد القاسية مقاطع من تعرض الضحية للضرب المبرح والاعتداء الجسدي والجنسي من قبل مجموعة من الأشخاص داخل غرفة مغلقة، بينما يقوم أحد المعتدين بتصوير الواقعة ونشرها لاحقاً على الإنترنت. أثارت فظاعة الاعتداء، ووحشيّة التصرفات التي بدت في التسجيل، موجة استنكار واسعة لدى الأوساط الشعبية والحقوقية في الجزائر، حيث اعتُبر الحادث انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية وللأمن الاجتماعي.

وفي تعليقات الجزائريين على مواقع التواصل، عبّر كثيرون عن استيائهم العميق وقلقهم من تصاعد مظاهر العنف الاجتماعي، مطالبين السلطات بفتح تحقيق جاد وتقديم الجناة للعدالة دون تساهل. كما طالب ناشطون بضرورة تعزيز الحماية بالمناطق السكنية الأكثر هشاشة وتأمين الفضاءات العمومية، منعًا لتكرار مثل هذه الجرائم.

من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن أجهزة الأمن المحلية باشرت تحقيقاتها فور انتشار الفيديو، وتمكنت من تحديد هوية الأفراد المتورطين، حيث أُعلن عن إيقاف بعض المشتبهين للتحقيق معهم. وتؤكد السلطات حرصها على التعامل الصارم مع مثل هذه الحوادث، في محيط شهد تصاعدًا لظواهر الجريمة والاعتداءات الفردية خلال السنوات الأخيرة.

أعادت الحادثة النقاش في المجتمع الجزائري حول مخاطر تفشي العنف بين الشباب، وضرورة تعزيز حملات التوعية والتربية المدنية، بالإضافة لدور الأسر والمدارس في الوقاية من الانحراف والانزلاق نحو الجريمة. كما لفتت الانتباه إلى خطورة تداول مشاهد العنف على الانترنت، لما لها من تداعيات نفسية واجتماعية خطيرة.

وفي ختام الأحداث، يبقى مطلب العدالة والردع الصارم للجناة هو ما يجمع عليه الغالبية، تأمينًا للمجتمع وحماية للشباب من آفة العنف وغلواء الجريمة.

موضوعات ذات صلة