موانئ إسبانية تتطلع لتعزيز التعاون البحري مع الجزائر بعد استئناف العلاقات التجارية
في ظل التحسن الملحوظ الذي شهدته العلاقات التجارية بين الجزائر وإسبانيا خلال العام الجاري، تسعى موانئ إسبانية استراتيجية إلى تكثيف التعاون مع الجانب الجزائري، خاصة في قطاع النقل البحري. ويأتي هذا التحرك بعد فترة من التوقف الذي دام عامين في التبادلات الاقتصادية بين البلدين نتيجة لتوترات دبلوماسية وسياسية.
ومن بين أهم الموانئ الإسبانية التي أبدت اهتماماً كبيراً بتقوية الشراكات مع الجزائر، ميناء برشلونة الذي يُعد من أكبر المرافئ على البحر الأبيض المتوسط. وصرحت مصادر من إدارة الميناء بأن هناك مساعي جدية لزيادة عدد الرحلات البحرية المخصصة لنقل البضائع نحو الجزائر، خصوصاً في ظل الطلب المتنامي على تصدير المواد الأولية الضرورية لصناعة السيراميك في إسبانيا.
تعتمد العديد من المصانع الإسبانية على المواد الأولية المستوردة من الجزائر بسبب جودتها وتكلفتها التنافسية. وقد دفع استئناف العلاقات بين البلدين إلى التباحث حول إعادة تفعيل خطوط الشحن وتسهيل إجراءات التصدير والاستيراد. كما يجري التركيز على إقامة شراكات طويلة الأمد تهدف إلى تطوير البنية التحتية للموانئ وتعزيز تنافسيتها في المتوسط.
ويرى خبراء في الاقتصاد أن تعزيز التعاون البحري بين البلدين سيسهم في إنعاش حركة التجارة، ويدعم قطاع الصناعات التحويلية الإسباني الذي يعتمد بشكل ملحوظ على السوق الجزائرية. من جانب آخر، يوفر هذا التقارب فرصاً جديدة لاستقطاب استثمارات متبادلة في قطاعي النقل واللوجستيك، ويفتح آفاقاً أمام مزيد من الانفتاح بين الضفتين.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإسبانيا كانت قد شهدت ركوداً مؤقتاً بسبب أزمات سياسية، قبل أن تعود الحيوية من جديد مع بروز مصالح مشتركة ورغبة في تجاوز خلافات الماضي خدمةً للاقتصادين الوطنيين.