موسكو تؤكد دعمها للجزائر في مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائم الاستعمار
عادت روسيا مجدداً لتثير ملف الاستعمار الفرنسي للجزائر، لتسلط الضوء على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الجزائري طيلة الفترة الاستعمارية. وفي خطوة جديدة، أصدرت السفارة الروسية في جنوب إفريقيا تسجيلاً مصوراً باللغة الإنجليزية ذكّرت فيه فرنسا بمسؤوليتها التاريخية عن «الجرائم والانتهاكات» التي صاحبت الحقبة الاستعمارية في الجزائر.
وأكدت الخارجية الروسية، عبر المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، أن موسكو تقف إلى جانب الجزائر في مساعيها لإلزام فرنسا بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية، مشددة على أهمية العدالة والانصاف إزاء ضحايا الاستعمار. وقالت زاخاروفا في تصريحات انفردت بنشرها عدة وسائل إعلام عربية ودولية إن بلادها تدعم كل الجهود الرامية إلى كشف الحقيقة حول الجرائم التي طالت الملايين من الجزائريين خلال فترة الاحتلال الفرنسي والتي شملت التعذيب المنهجي واستخدام أدوات قتل جماعي وتجارب نووية في الصحراء الجزائرية.
وأشارت روسياً إلى أن رفض باريس تحمل المسؤولية الكاملة عن ماضيها الاستعماري لا يخدم العلاقات الدولية ولا يحقق المصالحة التاريخية المنشودة بين الشعوب. من جانبها جددت الجزائر مطالبتها الرسمية بتجريم الاستعمار الفرنسي ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات التي شهدتها البلاد بين عام 1830 و1962.
يُذكر أن الاستعمار الفرنسي للجزائر استمر أكثر من 130 عاماً، وشهد مجازر وجرائم مروعة راح ضحيتها الملايين، من بينهم مئات الآلاف خلال سنوات حرب التحرير (1954-1962). وما تزال ذاكرة هذا الماضي المؤلم حاضرة بقوة في العلاقات الجزائرية الفرنسية وفي وجدان الجزائريين، مع استمرار الجزائر في مطالبة باريس بتقديم اعتذار رسمي وتعويضات عن الحقبة الاستعمارية.
وتأتي تصريحات موسكو في سياق احتدام التوترات الدبلوماسية بين روسيا ودول غربية، وقد اعتبر محللون أن عودة موسكو لملف الاستعمار الفرنسي تعكس اهتمامها بتعزيز علاقاتها مع دول إفريقيا واستثمار ملفات تاريخية توثّر في الرأي العام بالقارة.