موقف إنساني جزائري بارز في الأمم المتحدة دعماً لغزة وسط أزمة المجاعة
اتخذت الجزائر مؤخراً موقفاً إنسانياً لافتاً في مجلس الأمن الدولي نصرة لسكان غزة الذين يواجهون أزمة إنسانية حادة تهدد بوقوع مجاعة واسعة النطاق، في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية واستمرار الحصار الخانق المفروض على القطاع.
فقد سعت الجزائر، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، إلى تحريك الضمير الدولي بالعمل الدبلوماسي المكثف، حيث قدمت مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، مع المطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن إلى المناطق المنكوبة. وقد شددت الجزائر، في تصريحات رسمية أمام المجلس، على مسؤولية المجتمع الدولي في حماية المدنيين الفلسطينيين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، مؤكدة أن الوضع في غزة بلغ مستوى كارثياً مع ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية إلى مستويات غير مسبوقة.
يأتي هذا التحرك الجزائري في ظل تقارير أممية وتحذيرات من منظمات إنسانية دولية، والتي تشير إلى اقتراب غزة من المجاعة بسبب نقص المواد الغذائية والماء والدواء، إضافة إلى انهيار الخدمات الصحية والبنية التحتية. وأشارت هذه الجهات إلى أن استمرار التصعيد العسكري ومنع دخول الإمدادات الإنسانية سيفضي إلى كارثة إنسانية يصعب تداركها.
الجزائر من جانبها لم تكتفِ بالدعوة الدبلوماسية، بل خاطبت الضمائر، حيث أكدت ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأرواح مطالبَةً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاه ما يجري في غزة. وأبدت الجزائر تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني داعية كافة الدول للتكاتف وممارسة ضغط فعلي على إسرائيل من أجل السماح بوصول المساعدات للمحتاجين ووقف العمليات التي تعرض السكان للخطر.
يذكر أن خطوة الجزائر قوبلت بردود فعل إيجابية واسعة من قبل عدة أطراف عربية ودولية، رغم اعتراض بعض الدول الكبرى، حيث وصفت بأنها موقف شجاع وإنساني يعكس التزام الجزائر الثابت بالدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وسط هذا التحرك، تبقى الأنظار متجهة إلى مجلس الأمن ومدى استجابته للمبادرة الجزائرية. ويبقى صوت الجزائر صوتاً داعماً لكل الجهود التي تهدف لوضع حد لمعاناة سكان غزة ولإعادة الأمل بإيجاد حل سياسي يُنهي الأزمة الإنسانية ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني.