هبوط كبير في أسعار الدجاج يثير قلق المربين في الجزائر

شهدت أسواق الدواجن في الجزائر خلال الفترة الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الدجاج، مما أثار قلقًا واسعًا بين المربين والعاملين في هذا القطاع الحيوي. وقد أفادت مصادر مطلعة أن سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج تراوح حاليًا بين 300 و320 دينار جزائري، مقارنةً بمستويات سابقة كانت أعلى من ذلك بكثير.

يعزو خبراء القطاع هذا التراجع الحاد في الأسعار إلى وفرة الإنتاج في ظل غياب تنظيم محكم للسوق، حيث أشار بعض المربين إلى أن زيادة العرض، بالتزامن مع تقلص القدرة الشرائية للمستهلك الجزائري، أدى إلى تشكل فائض من الدواجن غير قادر على تصريفه. وأدى ذلك إلى ضغوط مادية كبيرة على أصحاب المزارع الذين يواجهون صعوبة في تغطية تكاليف العلف والرعاية الصحية للطيور.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، لجأت الهيئات الفلاحية إلى دعوة السلطات لتبني استراتيجية واضحة تهدف إلى تنظيم السوق بشكل يحقق توازناً بين العرض والطلب ويحافظ على مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وتشير تقارير السوق الأخيرة إلى وجود حوالي 20 ألف مربي دجاج في الجزائر يساهمون سنويًا في إنتاج نحو 340 ألف طن من اللحوم البيضاء وما يزيد عن 4.8 مليار بيضة، مما يؤكد أهمية القطاع بالنسبة للأمن الغذائي الوطني.

وأمام هذه المعطيات، يحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار تدني الأسعار سيزيد من مخاطر خروج عدد كبير من المربين من السوق، وهو ما من شأنه أن يضر بالإنتاج الوطني في المستقبل القريب ويؤثر سلبًا على الاستقرار الاجتماعي المرتبط بهذه الشريحة الاقتصادية.

لذلك، يتفق معظم الفاعلين في سوق الدواجن الجزائري على ضرورة تعزيز آليات الدعم والإرشاد الزراعي، بالإضافة إلى مراجعة سلاسل التوزيع، مع العمل على تحفيز استهلاك اللحوم البيضاء كبديل اقتصادي وصحي، لضمان استدامة هذا القطاع الذي يلعب دورًا محوريًا في تلبية الاحتياجات الغذائية للمواطنين في الجزائر.

موضوعات ذات صلة