محامية فرنسية من أصول جزائرية ترفع شكوى رسمية ضد وزير الداخلية برونو ريتايو
رفعت محامية فرنسية ذات أصول جزائرية شكوى قانونية ضد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، وذلك على خلفية تصريحات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط القانونية والإعلامية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أدلى ريتايو، المعروف بمواقفه المتشددة بشأن قضايا الهجرة والإقامة، بتصريحات وصفت بأنها تحمل تلميحات تمييزية تجاه أصحاب الأصول المغاربية وبخاصة الجزائرية.
وأوضحت المحامية في بيان لها أنها قررت اللجوء إلى القضاء بعدما رأت أن كلام الوزير يسيء لمبادئ المساواة ويكرس الأحكام المسبقة ضد فئات من المجتمع الفرنسي. وأضافت أن ما صدر عن ريتايو لا يتوافق مع القوانين الفرنسية التي تجرم التمييز على أساس الأصل أو الجنسية، معربة عن أملها في أن يشكل تحركها القضائي رادعًا لمثل هذه التصرفات في المستقبل.
من جهة أخرى، لاقت هذه القضية صدى لدى العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان في فرنسا، والتي أكدت على ضرورة احترام مبادئ العدالة ومكافحة التمييز بجميع أشكاله، خاصة في ظل تصاعد الخطاب المتطرف ضد المهاجرين في بعض الأوساط السياسية.
يشار إلى أن برونو ريتايو تصدر في الآونة الأخيرة الواجهة الإعلامية بسبب مواقفه وسياساته المتعلقة بتشديد إجراءات الحصول على الإقامة والتجنس في فرنسا، ما أثار انتقادات وانتقاشات واسعة بين مؤيد ورافض لسياساته.
وتبقى القضية في انتظار موقف القضاء الفرنسي الذي من المتوقع أن يصدر قرارَه بشأن الشكوى خلال الفترة المقبلة، في وقت يتابع فيه الرأي العام الفرنسي والعربي هذه التطورات باهتمام كبير بحكم رمزية القضية وما تعكسه من تحديات التعايش في المجتمع الفرنسي متعدد الثقافات.