صراعات النخب السياسية والعسكرية في الجزائر: الحزب ، الجيش، الدولة. الحلقة السابعة. رياض الصيداوي
نشرت بواسطة: التقدمية
21 سبتمبر 2015
0
379 زيارة
الفصل الثالث : الصـراع الإيـديولوجي الثقافي
يعالج هذا الفصل إشكالية الصراع الإيديولوجي ثم الصراع الثقافي الذي عاشته جبهة التحرير الوطني على امتداد أربعين عاما (1954 – 1994).
ويتناول بالتحديد التمزق الايديولوجي والثقافي والتأرجح الذي شهدته. إنه يفترض أن هذين الصراعين ساهما بدورهما في اضعاف الجبهة وتآكلها من الداخل. واحتراما منه للمنهج التاريخي الذي اتبع منذ البداية، فإنه سيبحث في جذور النزاع، كيف نشأ وتطور وساهم في إضعاف الجبهة، والانتقال بها من الاشعاع، الهيمنة، الأسطورة، إلى الضعف والانحطاط. ومن ثمة سنقسم هذا الفصل إلى قسمين، في الأول، نبحث الصراع الايديولوجي، ونحدد العلاقة بين أربعة أقطاب، القطب الاشتراكي في مواجهة القطب الليبيرالي، والقطب الإسلامي في مواجهة “القطب اللائكي”، وكيف تطور الصراع بينهم. أما في القسم الثاني، فنعالج الصراع بين المتشيعيين إلى الثقافة/ اللغة العربية، والمنادين بالتعريب من جهة، والمتشيعين للثقافة/ اللغة الفرنسية، والمنادين بالمحافظة عليها من جهة ثانية.
1 ـ الصراع الإيديولوجي: هيمنة الخط الاشتراكي/ الإسلامي
يتفق الكثير من قادة الثورة الجزائرية ومؤرخيها والباحثين السياسيين بتعدد مرجعياتهم الفكرية والايديولوجية على حقيقة انعدام برنامج سياسي وخط إيديولوجي واضح قدمتهما جبهة التحرير عندما أعلنت عن تأسيسها.
لقد كان بيان أول نوفمبر 1954 عاما توفيقيا، فقد اعتبر هدفه الأقصى يكمن في تدمير النظام الاستعماري. وللوصول إلى هذه الغاية تم توجيه النداء “إلى كل الوطنيين الجزائريين من كل الشرائح الاجتماعية، ومن كل الأحزاب والحركات الجزائرية الصرفة” .
وعكس غياب إيديولوجيا محددة للجبهة، حقيقة طبيعة الأصول الاجتماعية لمؤسسيها، إذ كانوا من أصول شديدة الاختلاف على حد تعبير محمد لبجاوي “فمنهم مثلا بن بولعيد الذي كان مالكا عقاريا وتاجرا كبيرا، وزيرود يوسف كان حدادا، ومراد ديدوش كان ابنا للبرجوازية المرفهة، كذلك بن مهيدي، في حين أن رابح بيطاط لم يكن إلا عاملا مثله مثل محمد خيضر…أمّا بن بلا وكريم بلقاسم وآخرون فينتمون إلى أوصول فلاحية” . فلا يمكن لهذا الخليط الاجتماعي المتناقض أن يوحد الجبهة في برنامج سياسي إيديولوجي يلقي الاجماع.
كما يعتقد أحمد بن بلا “أن نقطة الضعف الأساسية التي شهدتها الجبهة، هي أنها لم تعرف برنامجا ولا مذهبا. فالثورة الجزائرية كانت ثورة بدون إيديولوجيا: إنها ثغرة مكنتنا أثناء الحرب من توحيد كل القوى ضد الاستعمار، ولكنها خلقت في الآن نفسه فراغا خطيرا” .
ويذهب في الاتجاه نفسه حسين آيت أحمد، ليؤكد على “وجود أزمة أيديولوجيا في الجزائر. فالجزائريون يتساءلون عن معنى الكلمات، عن مستقبل الثورة. إنهم يستمعون إلى تصريحات القادة الكثيرة، التي عادة ما تكون متناقضة” .
وتؤكد على نفس النقطة الباحثة الفرنسية مونيك قادان Monique Gadant حينـما تقـول: “لقـد ورثـت جبهـة التحرير الوطني من حركة انتصار الحريات الديموقراطية، فكرتي الاجماع والتضامن الأسطوريين، وهو ما أدى إلى غياب وضوح الأهداف، فبقي مشروع المجتمع المنشود عاما” .
وتتفق ميراي ديتاي Mireille Duteil، باحثة فرنسية مع الجميع لتضيف: “إن حزب جبهة التحرير لم يكن إلا “جبهة”، يتميز أعضاؤها بغياب أية وحدة إيديولوجية تجمع بينهم” .
ولم يتمكن مؤتمر الصمام، رغم أنه شكل تحولا في هيكلة الجبهة، من الاجابة على الأسئلة التى كانت تخامر الجميع “فهل تريد جبهة التحرير الوطني الابتعاد عن النظام الثقافي الاجتماعي القديم؟ كيف تتصور تحديث الأمة: وفقا لأي مذهب ولأي قوانين..؟”
ستبدأ الأجوبة إنطلاقا من مؤتمر طرابلس، ومن ثمة سيبدأ صراع متشابك، تختلط فيه المصالح والطموحات الشخصية بالانتماءات الإيديولوجية، حيث كثيرا ما تنتصر الأولى على الثانية.
سنحصر مقاربتنا في التمييز بين التيار الاشتراكي في مواجهة التيارالليبيرالي من ناحية، والتيار الاسلامي في مواجهة التيار اللائيكي من ناحية ثانية، وقبل أن نشرع في التحليل ، وجب علينا، رفعا للالتباس والغموض، أن ننبه إلى:
– أولا: إن تعبيـر “الاشتراكـي” الـذي سنستخـدمـه فـي إطـار بحثنـا فـي الصراع الايديولوجي، لاينتمي إلى نظرية معينة، مثل الماركسية، أو غيرها، وإنما في إطار التصاق التعبير بالقادة الذين كانت لهم “اشتراكيات” فلكل جناح أو قائد اشتراكيته الخاصة (!)
– ثانيا: سنركز في تعبير “الليبيرالي” على البعد الاقتصادي، أي رأسمالية، أكثر منه على البعد السياسي، أي التعددية الحزبية… لأنه كثيرا ما سيكون مطلب التعددية الحزبية مثلا، مطلب بعض الاشتراكيين.
– ثالثا: لن نقصد بتعبير “الإسلامي”، ذلك المفهوم الشائع اليوم عن الإسلام السياسي وحركاته وأحزابه، التى تتخذ من الدين برنامجا لها، وإنما نعني به ذلك المعنى الشعبوي، الذي واكب الثورة الجزائرية، وغذى قيمة “الجهاد” ضد المستعمر، فهو إسلام وطني ـ شعبي، لاعلاقة له بإسلام حركة “الاخوان المسلمين” مثلا.
– رابعا: سيكون تعبير “اللائيكي” مبالغا فيه، إذا لم ننبه إلى أن اللائيكية في معناها التاريخي/الثورة الفرنسية، أي فصل الدين عن الدولة، لم يكن لها وجود حقيقى داخل جبهة التحرير الوطني، وإنما سنعتبر بعض الاتجاهات الضعيفة، لائيكية، مثل بعض الماركسيين داخل الجبهة، وسنستعين في تحليلنا للصراع ونتائجه بالجداول الأربعة التالية :
–
جدول رقم (5) رئيس الدولة من 1962 إلى 1989
(الصراع الايديولوجي الثقافي).
رئيس الدولة اشتراكي/ليبيرالي إسلامي/لائيكي عربية/فرنسية
بن بلا اشتراكي إسلامي عربية
بومدين اشتراكي إسلامي عربية
بن جديد ليبيرالي أسلامي عربية
جدول رقم (6) رئيس الحكومة من 1958 إلى 1991
(الصراع الايديولوجي الثقافي).
رئيس الحكومة إشتراكي/ليبيرالي إسلامي/لائكي عربية/فرنسية
فرحات عباس ليبيرالي إسلامي فرنسية
يوسف بن خدة اشتراكي إسلامي فرنسية
احمد بن بلا اشتراكي إسلامي عربية
هواري بومدين اشتراكي إسلامي عربية
الشاذلي بن جديد ليبيرالي إسلامي عربية
احمد عبد الغني ليبيرالي اسلامي عربية
عبد الحميد الابراهيمي اشتراكي إسلامي عربية
قاصدي مرباح اشتراكي ? فرنسية
مولود حمروش ليبيرالي إسلامي عربية
جدول رقم (7) وزير الدفاع من 1962 إلى 1989
(الصراع الايديولوجي الثقافي).
وزير الدفاع اشتراكي/ليبيرالي إسلامي/لائيكي عربية/فرنسية
هواري بومدين اشتراكي إسلامي عربية
الشاذلي بن جديد ليبيرالي إسلامي عربية
جدول رقم 8) أمين عام/ أو مسؤول جبهة للتحرير الوطني: من 1962 إلى 1994 (الصراع الايديولوجي الثقافي)
أمين عام/مسؤول الجبهة ليبيرالي /اشتراكي إسلامي/لائيكي عربية/فرنسية
محمد خيضر ليبيرالي إسلامي عربية
احمد بن بلا اشتراكي إسلامي عربية
هواري بومدين اشتراكي أسلامي عربية
شريف بلقاسم ليبيرالي إسلامي عربية
قايد احمد ليبيرالي إسلامي عربية
محمد الصالح اليحياوي اشتراكي إسلامي عربية
الشاذلي بن جديد ليبيرالي إسلامي عربية
محمد الشريف مساعدية اشتراكي إسلامي عربية
عبد الحميد مهري اشتراكي إسلامي عربية
أ ـ اشتراكيون/ ليبيراليون: حقيقة الصراع
إن قراءة أولى ظاهرة لهذه الجداول تدفعنا إلى الاستنتاجات التالية:
1 ـ هناك هيمنة واضحة للخط الاشتراكي على رئاسة الدولة، أي أن رئيسين من ثلاثة انتميا إليه. ولم تشهد الرئاسة تحول إلى الليبيرالية إلا مع الشاذلي بن جديد، بداية من 1979.
2 ـ تم كذلك الهيمنة على رئاسة الحكومة من قبل الاشتراكيين وذلك في عهد الرئيس الراحل بومدين ثم انقلبت الهيمنة لصالح الخط الليبيرالي في عهد الشاذلي بن جديد.
3 ـ وزارة الدفاع، تولاها كل من هواري بومدين، الاشتراكي، ثم تولاها بعد وفاته الشاذلي بن جديد الليبيرالي، في إطار العرف الذي أسسه بومدين في الجمع بين رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة ووزارة الدفاع وأمانة الحزب.
4 ـ توجد هيمنة نسبية من قبل الاشتراكيين على أمانة أو إدارة الحزب.
ويمكننا تفسير انتصار الرؤية الاشتراكية منذ سنة 1962 بنوعين من الأسباب، بعضها داخلي، وبعضها الآخر خارجي.
ـ الأسباب الداخلية: وهي تتعلق بالأصول الاجتماعية التي تشكلت منها جبهة التحرير الوطني، فالليبيراليون، المنحدرون من طبقات مرفهة، مثل فرحات عباس، سعد دحلب… أخذوا مواقع القيادة في الجهاز السياسي ـ الدبلوماسي للثورة، وتواجدوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وفي الحكومة المؤقتة. ودافعوا على المشروع الليبيرالي، وعلى دور الطبقة البرجوازية في إنجاح الثورة الجزائرية، فقد اعتبر فرحات عباس “أن جيش التحرير الوطني، لم يكن قادرا على القتال والاستمرار فيه دون دعم طبقة الملاك… الذين احتضنوه. إنهم ملاك الأراضي، والفلاحين والتجار وأصحاب المهن الحرة الذين مدوه بالغذاء. وأخفوه بعيدا عن قمع الجيش الفرنسي…” . كما هاجم الاشتراكية واعتبرها “معطى جديدا أضيف إلى بيان واحد نوفمبر، إذ لم يتحدث عنها أحد أثناء الحرب” واتهم بن بلا بأنه “يستخدم الاشتراكية كحجة ضد كل من يستطيع مشاركته في السلطة” وكذلك بومدين الذي قال عنه “لقد اغتال الفلاحة وقتل المجهود الشخصي” .
في مقابل هذه المجموعة، التي لم تكن تمتلك القوة المسلحة على الأرض، كانت المجموعة الاشتراكية منحدرة من الطبقات الفقيرة مثل الفلاحين والعمال، وكانت ميزتها الأساسية في سيطرتها على جيش التحرير الوطني. حيث استهوت فكرة العدالة الاجتماعية الجنود المعدمين واستجابوا لقائدهم الكاريزمي بومدين الذي كان يقول: “لقد اتفقنا إذا ما بقينا أحياءا على مواصلة الطريق، فالمقاتلون لم يقوموا بالثورة حتى يصبحوا “خماسة” لدى الملاك الجزائريين” . وبما أن الجيش قد تبنى الطرح الاشتراكي، فقد انتصرت رؤيته منذ وصوله إلى السلطة مع بن بلا سنة 1962.
ـ الأسباب الخارجية: تأثرت جبهة التحرير الوطني بالمد الاشتراكي العالمي، وبالمضمون الاشتراكي الذي تبنته حركات التحرير الوطني إضافة إلى تلقيها الدعم الكامل والمساعدات المستمرة مادية (أموالا وأسلحة) ودبلوماسية (في الأمم المتحدة)، من الدول الاشتراكية والشيوعية، كمصر عبدالناصر، وصين ماوتسي تونغ وكوبا فيدال كاسترو… كل هذه العوامل أدت إلى تقوية الجناح الاشتراكي داخل الجبهة وفوزه بدون مشقة على الليبيراليين.
واتخذ التطبيق الاشتراكي شعار “التسيير الذاتي” مع بن بلا، ثم “الثورة الزراعية” و”التأميمات الكبرى” التي قام بها بومدين في أواخر الستينيات وفي السبعينيات، لكنه بدأ في التقلص والانكماش، ليترك مكانه إلى التطبيق الليبيرالي مع مجيء بن جديد، الذي بادر بإزاحة الاشتراكيين الراديكاليين أمثال بلعيد عبدالسلام ومحمد صالح اليحياوي، ومن وقع تسميتهم “بالبومدينيين”.
وبعد إزاحة جبهة التحرير من الحكم، لم يعد الطرح الاشتراكي ملحا، وذلك نظرا لعوامل داخلية، مثل تحول المجتمع الجزائري إلى اقتصاد السوق، وعوامل خارجية، مثل انهيار النماذج / الدول الاشتراكية في العالم.
غير أن قراءة أعمق للجداول، ولحقيقة الصراع، تدفع الباحث الموضوعي إلى طرح مجموعة من الأسئلة المشروعة، يكون دورها مجديا في تبيان مدى مساهمة هذا الصراع في تآكل الجبهة التاريخي وضعفها من الداخل.
– أولا: حينما وقع الانشقاق في مؤتمر طرابلس، وانتج مجموعتين متقابلتين ومتصارعتين، “مجموعة تيزي وزو” في مواجهة “مجموعة تلمسان”، كيف يمكننا تفسير أن كل مجموعة تضم داخلها اشتراكيين وليبيراليين على حد سواء؟ وبعبارة أكثر دقـة، ما الــذي يجمع فرحـات عباس ومحمد خيضر الليبيراليان مع أحمد بن بلا وهواري بومدين الاشتراكيين في تحالفهم ضد كريم بلقاسم ومحمد بوضياف الاشتراكيين المتحالفين بدورهما مع سعد دحلب وبعض زملائه من الحكومة المؤقتة الليبيراليين؟.
ـ ثانيا: كيف نفهم أن الصراع الذي حدث سنة 1962، من أجل ممارسة السلطة، لم يكن في أساسه صراعا بين ليبيراليين واشتراكيين، وإنما كان صراعا شرسا بين مجموعة من القادة، كل منهم كان ينادي باشتراكية خاصة به. فحسين آيت أحمد رفض اشتراكية أحمد بن بلا، وأسس حزبا معارضا سماه “جبهة القوى الاشتراكية”. بعد أن أعلن رأيه في “إن التخطيط الاشتراكي يعتمد على العمل الجماعي في الاعداد والتوجيه، مستخدما مفاهيما علمية، وليس على الاجتهاد والارتجال الشخصيين” . واتهم اشتراكية بن بلا بكونها ليست إلا “ترقيعات ديماغوجية”، و”إن بعض الاجراءات التي اتخذها تبدو وكأنها محاولة من اليمين لإفراغ الاشتراكية من مصداقيتها” .
أما محمد بوضياف، فقد انشق وأسس “حزب الثورة الاشتراكية”، الذي أعلن في أول نداء له “أن جبهة التحرير الوطني، أصبحت من هنا فصاعدا عاجزة على حشد وتنظيم وتوجيه الجماهير الشعبية إلى طريق الاشتراكية… لذلك قررنا تأسيس حزب طليعي بهـدف تحـريك الطاقات الثورية حول برنامج اشتراكي” .
ويؤكد بن بلا على اشتراكيته قائلا “لقد أعددنا، أثناء سجننا في “أولنوي” Aulnoy برنامجا، تميزت كل اختياراته في أن الجزائر يجب أن تعتمد على الاشتراكية…” .
كما نفذ هواري بومدين انقلابه في 19 حزيران/يونيه 1965 باسم إنقاذ الاشتراكية من الفوضى والحكم الشخصي لبن بلا.
إن هذا الصراع بين “اشتراكيات القادة”، دفع بجان لوكا Jean Leca وجان كلود فاتان Jean Claude Vatin إلى التعليق “بأن كل واحد منهم كان يدعي أنه أكثر يسارية من زميله، فهناك يسار بوضياف، يسار آيت أحمد، يسار بومعزة، يسار كريم… فكل واحد يعمل على استقطاب الجميع وحشدهم تحت قيادته الشخصية” .
ـ ثالثا: لماذا يعين بومدين شريف بلقاسم ثم قايد أحمد الليبيراليين مسؤولين على جبهة التحرير الوطني، في حين يتبنى أطروحة اشتراكية متشددة؟ وكيف يصل بن جديد الليبيرالي إلى رئاسة الدولة، ويخلف بومدين، في حين أن الجبهة/ الدولة أغرقت الجزائر بشعاراتها الاشتراكية؟ ثم كيف يتعـايش بـن جديـد مـع رئيـس حكومـته قاصـدي مربـاح الاشتراكي أو أمين عام الجبهة محمد الشريف مساعدية الاشتراكي؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة تدفعنا إلى الاقرار بأن الصراع الايديولوجي لم يكن دائما صراع أفكار ومبادئ، بل كثيرا ما كان صراع أشخاص. أفراد يبحثـون عــن تحــالفات ظـرفية مع خصـومـهـم الإيديولوجيين، ليزيحوا من يتفق معهم في الفكر ولكن يزاحمهم في السلطة. ومن ثمة يمكننا استنتاج أن الصراع الاشتراكي/ الليبيرالي لم يكن حاسما في مسيرة الجبهة على عكس عوامل الصراع الأخرى.
يتبع
2015-09-21
عن التقدمية
مقالات مشابهة
صراعات النخب السياسية والعسكرية في الجزائر: الحزب ، الجيش، الدولة. الحلقة السادسة. رياض الصيداوي
16 سبتمبر 2015
صراعات النخب السياسية والعسكرية في الجزائر: الحزب ، الجيش، الدولة. الحلقة الخامسة. كتاب رياض الصيداوي
15 سبتمبر 2015