جهود الجزائر لاستقطاب الكفاءات الوطنية والمغتربة لدعم قطاع السيارات

أطلقت الجزائر خلال شهر أغسطس 2025 مبادرة وطنية هادفة إلى تعزيز حضور الكفاءات الجزائرية المحلية والمغتربة ضمن قطاع صناعة السيارات، في خطوة استراتيجية تهدف إلى بناء قطاع تنافسي ومستدام قادر على مواكبة التحولات العالمية في هذا المجال.

وأكدت وزارة الصناعة في الجزائر التزامها بتوفير بيئة محفزة لجذب الخبرات الوطنية بالخارج، مع توجيه دعوات رسمية للمهندسين والاختصاصيين الجزائريين المقيمين في دول المهجر للمساهمة بخبراتهم ومعارفهم في تطوير الصناعة المحلية للسيارات. وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لتأسيس صناعة سيارات وطنية قوية وذات سيادة.

وتسعى السلطات الجزائرية، من خلال هذه السياسة، إلى تقليل الاعتماد على المكونات والمحركات المستوردة، والعمل على نقل التكنولوجيا المتطورة وإطلاق مشاريع مشتركة بالشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين في الداخل والخارج. وتهدف حملة استقطاب الكفاءات إلى إنشاء مجلس وطني يجمع خبراء القطاع، بحيث يتولى دراسة تحديات السوق المحلية واقتراح حلول مبتكرة لبناء منظومة إنتاج تلبي حاجات المستهلك الجزائري وتنافس في السوق الإقليمية.

وقد شهد القطاع قفزات نوعية في الأشهر الأخيرة مع الإعلان عن شراكات صناعية جديدة وإطلاق مشاريع تجميع وتصنيع متكاملة في عدة ولايات جزائرية. كما لقيت مبادرة الحكومة استحساناً كبيراً من الكفاءات الجزائرية بالخارج، حيث أعرب العديد منهم عن استعدادهم للمساهمة في النهوض بالقطاع من خلال نقل تجاربهم العملية وأفكارهم الريادية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الرهانات الإقليمية على قطاع السيارات بالقارة الإفريقية عامة، مع اقتراب تنظيم معارض وأنشطة صناعية كبرى تهدف لجعل الجزائر مركز جذب استثماري ومحور نقل تكنولوجي إقليمي.

ويؤكد مراقبون أن نجاح هذه الجهود يبقى مرهوناً باستمرارية الإصلاحات الجارية وتسهيل اندماج الكفاءات الوطنية والمغتربة في كل مراحل تطوير سلسلة إنتاج السيارات. كما يشددون على أهمية دعم البحث العلمي والابتكار وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف المسطرة.

موضوعات ذات صلة