أبطال إنقاذ حادثة الحافلة في وادي الحراش: قصص إنسانية هزّت قلوب الجزائريين

شهدت منطقة وادي الحراش شرق الجزائر العاصمة يوم الجمعة 15 أغسطس 2025 حادثًا ماسويًا، حيث انقلبت حافلة ركاب وسقطت في الوادي، ما أدى إلى وفاة 18 شخصًا وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أكدت مصادر رسمية وإعلامية جزائرية.

ورغم هول المأساة، برز وجه آخر أكثر إشراقًا تمثّل في بطولة عشرة أشخاص بادروا على الفور إلى التدخل وإنقاذ العالقين داخل الحافلة. هؤلاء لم يترددوا في المخاطرة بحياتهم وسط المياه المتدفقة والصراخ لانتشال المصابين ومساعدة الجرحى على الخروج من الحافلة الغارقة. روايات شهود العيان نقلت صورًا مؤثرة لمدنيين سارَعوا من المنازل المجاورة، وإلى جانبهم بعض عناصر الحماية المدنية، متحدين تيارات الوادي وظروف الفوضى، في مشهد إنساني جدير بالتقدير.

وأشارت شهادات متطابقة نشرتها مواقع إخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي إلى أنّ أحد هؤلاء الأبطال كان من بين ركاب الحافلة نفسه ونجح في تحطيم زجاج نافذة والهروب ثم العودة لمساعدة الآخرين، فيما سارع شابان من سكان المنطقة إلى القفز في الوادي دون تردد لمساندة المصابين وانتشالهم واحدًا تلو الآخر. أما مجموعة من المتطوعين فقد شكّلت سلسلة بشرية ساعدت في تثبيت الحافلة جزئيًا ومنعها من الانجراف أكثر بفعل التيار، ما أتاح تسهيل عملية الإنقاذ حتى وصول وحدات الحماية المدنية بكامل تجهيزاتهم.

لقد أعاد هذا الحادث الأليم التأكيد على القيم الأصيلة في المجتمع الجزائري مثل التضامن والشجاعة في أوقات الشدة، حيث أظهرت الأزمات قدرة غير عادية على التعاضد. وقد زار الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، المصابين في المستشفيات وحيّى شجاعة كل من شاركوا في عمليات الإنقاذ.

يواصل التحقيق في ملابسات الحادث من أجل تحديد مسؤوليات السائق وجهات النقل، فيما يبقى حديث الناس اليوم عن أولئك الأبطال المجهولين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لإنقاذ الآخرين من موت محقق، ورسموا صورة مضيئة وسط لحظات حزينة لن ينساها الجزائريون لسنوات طويلة.

موضوعات ذات صلة