قرار رئاسي جزائري بسحب الحافلات القديمة لتعزيز السلامة الطرقية
أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرارًا هامًا يقضي بسحب كافة الحافلات التي يتجاوز عمرها ثلاثين عامًا عن الطرقات الوطنية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتحديث النقل العمومي وتعزيز معايير الأمان والسلامة للمواطنين.
ويأتي هذا القرار استجابة لتزايد الحوادث المرورية التي تورطت فيها حافلات قديمة، حيث أثبتت التحقيقات أن قدم أسطول النقل العمومي يُعد من أبرز عوامل المخاطر على الطرقات. بموجب التعليمات الرئاسية الجديدة، ستشرع الهيئات المعنية في إحصاء الحافلات المستهدفة ووضع خطة تدريجية لسحبها من الخدمة.
وأكدت الحكومة الجزائرية، من خلال وزارة النقل، على أن العملية ستتم وفق جدول زمني مدروس يراعي مصالح الناقلين الاقتصاديين، مع إدراج تسهيلات لمالكي الحافلات القديمة للاستفادة من برامج تجديد الأسطول، سواء عبر قروض ميسرة أو منح استبدال، لتقليل التأثيرات السلبية المحتملة على قطاع النقل ومستخدميه.
ويرى مختصون أن هذه الخطوة من شأنها أن ترفع مستوى الأمان وتقلل من حجم الحوادث، إضافة إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في شبكة النقل الحضري وبين الولايات. كما ستسهم عملية سحب الحافلات القديمة في خفض الانبعاثات الملوثة الناتجة عن المركبات المتهالكة.
وحث الرئيس تبون السلطات المحلية ومصالح الأمن ومفتشيات النقل على تطبيق القرار بصرامة، مطالبًا إياهم بضرورة توفير بدائل عملية وسريعة، وعدم تعطيل حركة تنقل المواطنين، خاصة في المناطق النائية التي يعتمد سكانها أساسًا على النقل الجماعي.
جدير بالذكر أن الحكومة الجزائرية كانت قد أطلقت منذ سنوات برامج لدعم تحديث قطاع النقل، إلا أن القرار الرئاسي الأخير يأتي ليفرض وتيرة أسرع وأكثر صرامة في إعادة تأهيل الشبكات العمومية بما يضمن حماية الأرواح وتحسين مستوى العيش في الجزائر.
ويشكل سحب الحافلات القديمة خطوة محورية في سياق الإصلاحات التي يعكف عليها القطاع، ومن المنتظر أن تحمل المرحلة المقبلة تدابير إضافية لمواكبة التحولات الاقتصادية والبيئية التي تشهدها البلاد.