تطورات جديدة في مشروع السكة الحديدية العملاق بوسط الجزائر وجنوبها
شهد مشروع السكة الحديدية العملاق الذي يربط شمال الجزائر بجنوبها مرورًا بمناطق واسعة من الصحراء، مستجدات مهمة في الشهر الجاري. يهدف هذا المشروع إلى تحديث شبكة النقل وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الصحراوية، ويعتبر واحدًا من أكبر المشاريع الوطنية في قطاع البنية التحتية.
يمتد الخط الحديدي الجديد لمسافة تقارب 950 كيلومترًا، ويربط مدينة بشار بمنجم غارة جبيلات الغني بالحديد في جنوب غرب البلاد، مع إمكانية توسعته لربط المزيد من المدن والموانئ في المستقبل. وقد أُنجز مؤخرًا مقطع أولوية بطول 135 كيلومترًا، منهيا بذلك واحدة من أصعب مراحل الإنشاء في تضاريس صحراوية صعبة وبيئة قاسية من حيث الحرارة والرمال المتحركة.
وحسب مصادر رسمية وتقارير إعلامية، فإن هذا الخط يكتسي أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يُتوقع أن يُسرّع من عمليات نقل الموارد المعدنية وخاصة الحديد، ويدعم النشاط الصناعي والتعديني، كما يوفر فرص عمل جديدة لسكان المناطق الداخلية.
أعلنت وزارة النقل الجزائرية في وقت سابق عن خطة لتعزيز المشروع بشراء 600 قاطرة و400 عربة جديدة، في إطار تحديث منظومة النقل ودعم عمليات الشحن للمصانع والمعامل والموانئ. ويدار المشروع من قبل الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في قطاع السكك الحديدية “أنسريف”، التي أكدت التزامها بتسليم باقي مراحل المشروع وفق الجداول الزمنية المقررة.
كما يعمل المشروع على تعزيز الربط بين مناطق الإنتاج والاستهلاك، ويعزز من فرص تصدير الثروات المعدنية، مما يفتح آفاقًا واسعة للاقتصاد الوطني. وتحظى هذه المبادرة بدعم حكومي كبير وتعاون مع شركات دولية في مجال الهندسة والبناء.
يجسد مشروع السكة الحديدية الصحراوية طموح الجزائر في تحديث بنيتها التحتية وتحسين خدمات النقل، ويعكس التوجه الجديد نحو استغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام ورفع تنافسية الاقتصاد الوطني على الصعيد الإقليمي والدولي.