الجزائر تشهد انطلاقة قوية في زراعة الفستق: استثمار واعد ومستقبل مزدهر
تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة تحولاً ملحوظاً في القطاع الزراعي، حيث باتت زراعة الفستق تجذب اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين والفلاحين، مما يؤشر على مستقبل واعد لهذا المحصول في البلاد.
بحسب تقارير حديثة، تعمل الجزائر على توسعة رقعة الأراضي المخصصة لزراعة الفستق بشكل طموح، إذ ارتفعت المساحات المزروعة بالفعل من حوالي 90 هكتار إلى توقعات بأن تبلغ 50,000 هكتار بحلول عام 2025. ويرى الخبراء أن هذا التوجه الاستراتيجي يعكس إدراك الدولة والمزارعين للأهمية الاقتصادية للفستق، خاصة بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في الطلب المحلي والدولي على هذا المنتج.
ومن الملاحظ أن الظروف المناخية والتربة في بعض المناطق الجزائرية، خاصة جبال الأطلس وبعض المناطق شبه الجافة، تتيح بيئة مناسبة لنمو أشجار الفستق ومقاومتها للجفاف والتغيرات المناخية. وقد أظهرت دراسات علمية أجريت مؤخراً قدرة أشجار الفستق الجزائري على التأقلم مع التغيرات البيئية بشكل ملحوظ، مما يزيد من فرص نجاح هذا المحصول.
ولتشجيع ودعم المزارعين، تم تقديم تسهيلات من حيث توفير الشتلات والتقنيات الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى تدريب المزارعين الجدد على الأساليب المثلى لزراعة ورعاية أشجار الفستق. يُتوقع أن يؤثر هذا النمو المتسارع إيجاباً على الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل جديدة في مناطق مختلفة.
ويعزو خبراء الاقتصاد الزراعي هذا الاهتمام المتزايد إلى ارتفاع قيمة الفستق في الأسواق العالمية، الأمر الذي يدفع فئة كبيرة من الجزائريين لقبول الاستثمار فيه. كما أن إمكانية تحقيق أرباح عالية مقارنة بمحاصيل زراعية أخرى جعلت زراعة الفستق خياراً مربحاً للمزارعين.
في ظل هذه التحولات، تطمح الجزائر إلى التحول من مستورد أساسي للفستق إلى منتج ومصدر أساسي لهذا المحصول خلال السنوات القادمة. وتبقى الآمال معقودة على هذه النقلة النوعية في دفع عجلة التنمية الزراعية ودعم الاقتصاد الوطني.