جدل في فرنسا بعد تكريم نائب من حزب اليسار للثوار الجزائريين

أثار النائب الفرنسي آلي ديوارا، المنتمي لحزب “فرنسا الأبية” (La France Insoumise)، موجة من الجدل والسجال في الأوساط السياسية الفرنسية، وذلك بعد قيامه بزيارة رسمية إلى الجزائر أبدى خلالها تقديره لنضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي.

قام ديوارا خلال زيارته للعاصمة الجزائرية بوضع إكليل من الزهور ترحماً على أرواح شهداء ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وعبّر عن تضامنه مع الشعب الجزائري واعتزازه بالتضحيات التي قدّمها من أجل الاستقلال. هذه المبادرة أشعلت ردود فعل قوية في فرنسا، حيث اعتبرها بعض السياسيين والفاعلين الاجتماعيين “خطوة مستفزة” واتهاماً ضمنياً للتاريخ الفرنسي في الجزائر.

ودافع ديوارا عن موقفه، مؤكداً أن “الاعتراف بصفحات التاريخ المؤلمة هو السبيل الوحيد لبناء علاقات صحية ومستقبل مشترك” بين الشعوب. واعتبر أن تكريم شهداء الثورة الجزائرية لا يعني الإساءة لفرنسا أو التشكيك بقيمها، بل يعكس احتراماً للكفاح من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.

في المقابل، انتقدت شخصيات من اليمين الفرنسي الزيارة وقالت إنها “تصب الزيت على نار الانقسامات التاريخية التي حاولت فرنسا تجاوزها”، وطالبت قيادة حزب “فرنسا الأبية” بتوضيح موقفها من هذا التحرك، فيما اعتبرها آخرون جزءاً من سياسة الحزب في دعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والتعبير عن مواقف مناهضة للاستعمار.

وتأتي زيارة ديوارا في ظل مناخ دبلوماسي مشحون بين باريس والجزائر على خلفية قضايا متعلقة بالهجرة وملفات تاريخية عالقة، مما أضفى على الحدث بعداً سياسياً إضافياً. وبينما أشاد عدد من النشطاء في المجتمع المدني الجزائري بموقف النائب الفرنسي واعتبروه شجاعاً وصريحاً، يظل النقاش مستمراً في فرنسا حول حدود حرية التعبير ومسؤولية السياسيين تجاه قضايا الذاكرة والهُوية.

موضوعات ذات صلة