فيلم “196 متر – الجزائر” يخوض سباق الأوسكار عن الجزائر في 2025
اختارت اللجنة الوطنية الجزائرية للفنون السينمائية فيلم “196 متر – الجزائر”، للمخرج شكيب طالب بن ذياب، ليمثل الجزائر في المسابقة الرسمية لجائزة الأوسكار لعام 2025 في فئة أفضل فيلم دولي.
يثير الفيلم، الذي يحمل عنوانًا غامضًا وذا دلالة، تساؤلات حول ما ترمز إليه هذه الأمتار: هل هي مجرد مسافة جغرافية أم ترمز إلى الحدود والتحديات التي تعاني منها المدن العربية؟ يندرج العمل ضمن فئة الدراما البوليسية، حيث يستعرض تفاصيل حياة شخصيات عاشت تاريخ الجزائر من زوايا مختلفة، متطرقًا إلى قضايا الهوية والانتماء وما يرافقها من هواجس وآمال.
وقد حظي الفيلم بتقدير النقاد منذ عرضه الأول في قاعات السينما الجزائرية، حيث شدّت قصته المتفرجين بفضل سيناريوه المتماسك وإخراجه المتميّز. كما أن الأداء القوي للممثلين ساهم في نقل عمق الشخصيات وتجسيد التوترات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها الجزائر اليوم.
عالج الفيلم أيضاً موضوع الهجرة والارتباط بالمدينة، وكيف يمكن لمجموعة من الأمتار أن تفصل مصائر الناس وتعبّر عن رحلتهم بين فقدان الأمل واستعادته. وتندمج مشاهد الفيلم بين الحاضر والماضي في سرد بصري متقن، ما يعكس قدرة صانعي السينما الجزائرية على طرح مواضيع إنسانية بروح إبداعية تنافس أبرز إنتاجات السينما العالمية.
وجاء ترشيح “196 متر – الجزائر” نتيجة لمنافسة قوية بين عدة أفلام جزائرية هذا العام، حيث رأت اللجنة أن الفيلم يجمع بين الجودة الفنية والقدرة على إيصال رسالة الجزائر إلى الجمهور العالمي في واحد من أبرز المحافل السينمائية الدولية.
من المتوقع أن يلفت الفيلم الأنظار في لوس أنجلس خلال الدورة المقبلة للأوسكار، خاصةً بعد تزايد الاهتمام العالمي بأعمال السينما العربية. ويبقى الجمهور الجزائري والعربي يترقبان بفارغ الصبر ما إذا كان “196 متر – الجزائر” سيحقق إنجازاً جديداً للفن السابع الجزائري على الصعيد الدولي.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الجزائر سباق الأوسكار، إذ سبق أن رُشِّحت أفلام جزائرية للجوائز في سنوات سابقة. لكن يبقى هدف صناع السينما الوطنية دائماً هو تعزيز حضور الأفلام الجزائرية في كبرى المحافل السينمائية وجلب مزيد من التقدير العالمي لمواهبهم وقصصهم الفريدة.