تصاعد الاحتجاجات في تونس ضد متاجر كارفور وسط اتهامات بدعم إسرائيل
شهدت العاصمة التونسية وعدة مدن أخرى موجة من الاحتجاجات أمام فروع سلسلة متاجر كارفور الفرنسية، وذلك استجابة لدعوات المقاطعة على خلفية اتهام الشركة بدعم الجيش الإسرائيلي خلال النزاع الجاري في غزة. شهد أحد هذه الاحتجاجات تصعيدًا كبيرًا حيث تجمعت أعداد كبيرة من النشطاء والمتضامنين مع القضية الفلسطينية أمام أحد المتاجر في الضواحي التونسية، وتحولت الوقفة إلى مواجهات بين المتظاهرين وعدد من الموظفين ورجال الأمن.
تعود أسباب التصعيد إلى حملات واسعة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تتهم كارفور بتقديم دعم مالي أو لوجستي للجيش الإسرائيلي. وتصاعدت المطالبات بإغلاق المتاجر ووقف التعامل معها، معتبرين أن استمرار النشاط التجاري معها يعني دعمًا غير مباشر للعدوان على غزة. وردت إدارة كارفور بنفي هذه الاتهامات وإصدار توضيحات، إلا أن النفي قوبل بالتشكيك من العديد من النشطاء في المنطقة.
وقد شارك في الاحتجاجات تونسيون من مختلف الفئات، من بينهم جمعيات طلابية ونقابات ومنظمات المجتمع المدني، مرسلين رسالة واضحة بأن الرأي العام المحلي يرفض أي علاقات تجارية يُعتقد أنها تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
كما أكد عدد من منظمي الفعاليات أن مظاهرات المقاطعة ستتواصل حتى تتخذ الشركات موقفًا علنيًا واضحًا بشأن علاقتها بالصراع، وطالب بعضهم بفتح تحقيق مستقل يكشف حقيقة الدور الذي تلعبه الشركات الأجنبية في مثل هذه النزاعات.
من جانبها، دعت منظمات حقوقية إلى ضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي وضرورة الاستجابة للمطالب الشعبية بشكل شفاف ومسؤول، مشددة في الوقت نفسه على أهمية ضمان الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة خلال الاحتجاجات.
وتعكس هذه التطورات حجم التفاعل الشعبي في تونس مع القضية الفلسطينية، والتأثير المتزايد لحملات المقاطعة الاقتصادية كوسيلة للضغط الشعبي في الصراعات الدولية، وسط تصاعد الدعوات لاتخاذ مواقف واضحة وصريحة من قبل المؤسسات والشركات تجاه القضايا العادلة.