إحياء اسم الفنان إيدير في فرنسا من خلال تسمية قاعة أوبرا ماسّي باسمه
في خطوة جديدة لتكريم الإرث الفني والثقافي للفنان الجزائري الراحل إيدير، أعلنت السلطات الثقافية في مدينة ماسّي بمنطقة باريس عن إطلاق اسم الفنان الكبير إيدير على إحدى القاعات الرئيسة داخل أوبرا ماسّي. تأتي هذه المبادرة تقديرًا للإسهامات الاستثنائية التي قدمها إيدير في إحياء وتعريف العالم بالتراث الأمازيغي والموسيقى الكابيلية.
ولد إيدير، واسمه الحقيقي حميد شريط، عام 1949 في منطقة القبائل بالجزائر، وترك بوفاته في مايو 2020 عن سن يناهز السبعين عامًا فراغًا كبيرًا في الوسط الثقافي والفني في الجزائر وخارجها. وقد عرف إيدير خلال مسيرته الفنية بصوته العذب، وأغنياته التي تمجد السلام والتسامح وتحتفي بالهوية الأمازيغية، ومن بين أبرز أعماله الخالدة أغنية “أفافا إنوفا” التي أصبحت رمزًا للأغنية الأمازيغية.
لم يكن لإيدير تأثير فني مقتصر على الجمهور الجزائري وحسب، بل امتدت شهرته وإبداعه إلى مختلف أنحاء العالم، خاصة في فرنسا حيث كان يقيم في سنواته الأخيرة. واعتُبر بمثابة سفير للثقافة الجزائرية والمغاربية في أوروبا، عبر مشاركاته في العديد من الفعاليات الدولية وجهوده لدعم حوار الثقافات عبر الموسيقى.
ويأتي قرار تسمية قاعة في أوبرا ماسّي باسم إيدير استجابة لشغف جمهور واسع من الجالية الجزائرية والأمازيغية في فرنسا، وتكريمًا لإنجازاته ومسيرته الزاخرة بالعطاء. ترسخ هذه المبادرة مكانة إيدير كرمز للوحدة الثقافية والحوار، وكمرجع للأجيال القادمة في التعبير عن الانتماء والفخر بالهوية.
تجدر الإشارة إلى أن تكريم إيدير في فرنسا ليس الأول من نوعه، حيث شهدت الجزائر وعدة دول أخرى نشاطات واحتفالات لإحياء ذكراه. وتبقى أعماله وإرثه الثقافي مصدر إلهام للفنانين والمحبين للموسيقى الأمازيغية في العالم بأسره.