تصاعد التهديدات ضد رئيس بلدية مرسيليا بعد مشاركته في مهرجان للكسكسي الجزائري

شهدت مدينة مرسيليا الفرنسية واقعة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية، بعد أن تعرض رئيس بلديتها بينوا بيان لتهديدات بالقتل على خلفية مشاركته في إحدى الفعاليات الثقافية وتناوله طبق الكسكسي الجزائري الشهير.

أفادت مصادر إعلامية متطابقة أن رئيس البلدية، المعروف بانفتاحه على التنوع الثقافي، شارك في احتفال أُقيم ضمن مهرجان للطعام التقليدي في المدينة، حيث تناول مع السكان المحليين وجبة الكسكسي وسط أجواء من المحبة والتلاقي بين مختلف المكونات المجتمعية. ولكن سرعان ما واجه موجة من الانتقادات والهجمات من قبل جهات متطرفة، وبلغ الأمر حد التهديد الصريح بالقتل، حسب ما تناقلته منصات إعلامية فرنسية.

لم تكن مشاركة بينوا بيان في المهرجان تحمل أي طابع سياسي أو رسائل استفزازية، بل جاءت في إطار تشجيع الترابط الاجتماعي وتقدير الثقافات المتنوعة التي تحتضنها مرسيليا. إلا أن هذه المبادرة لقيت تصعيداً غير متوقع من قبل بعض الأصوات اليمينية المتطرفة، التي رأت في تناول الكسكس الجزائري تصرفاً منافياً لهويتهم الوطنية، بحسب تعبير بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد سارعت شخصيات سياسية واجتماعية في المدينة وخارجها إلى التعبير عن تضامنها مع رئيس البلدية، منددةً بموجة التهديدات العنصرية ومؤكدةً في الوقت ذاته على الدور الإيجابي للتعددية الثقافية في تعزيز التعايش السلمي. كما شدد الكثير من الناشطين على خطورة الخطاب المتشدد وانتشار الكراهية، مطالبين المؤسسات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المنتخبين المحليين وكل من يروج لقيم الانفتاح والاحترام المتبادل.

واعتبر متابعون للشأن المحلي في مرسيليا أن استهداف رئيس البلدية بسبب حدث بسيط يحمل في طياته رسالة سلبية حول تصاعد التوترات المرتبطة بقضية الهوية والانتماء في فرنسا. وبينما تتجه الأنظار لمعرفة كيف ستتعامل السلطات مع هذه التهديدات، يجدد كثيرون الدعوة لتعزيز قيم الحوار والتسامح في المجتمع الفرنسي، خاصةً في المدن المتنوعة كمرسيليا التي تمثل نموذجاً للتعدد والاندماج.

وتبقى الحادثة شاهداً على حساسية المشهد الراهن والدور المحوري الذي يلعبه المسؤولون المحليون في تجسيد روح التقارب بين أبناء المجتمع الواحد، مهما بلغت التحديات.

موضوعات ذات صلة