رحلة سبعة قُصّر جزائريين إلى إسبانيا تثير الجدل حول الهجرة غير النظامية
أثارت واقعة وصول سبعة مراهقين جزائريين إلى جزيرة إيبيزا الإسبانية، قادمين على متن قارب مسروق دون خبرة سابقة في الملاحة، اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية الجزائرية والإسبانية، وأعادت تسليط الأضواء على ظاهرة الهجرة غير النظامية بين الشباب والقُصّر.
جرت الحادثة في بداية الشهر الجاري، حيث تمكّن سبعة شبان، لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، من الانطلاق من الساحل الجزائري عبر زورق يُعتقد أنه مسروق. وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر في عرض البحر، وصلوا إلى شواطئ إيبيزا حيث ألقت السلطات الإسبانية القبض عليهم وأودعتهم في مركز لرعاية القُصّر.
هذه المغامرة الجريئة عكست تصاعد الرغبة لدى العديد من الشباب الجزائري في الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل، على الرغم من الأخطار الكبيرة التي تتهددهم في البحر. وقد أثارت القضية سيلاً من ردود الفعل، إذ اعتبرها البعض جرس إنذار للسلطات حول معاناة الشباب وانعدام الأمل، بينما رأى آخرون أن استمرار الهجرة غير الشرعية يعكس فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
ويتفق مراقبون على أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن شهدت الجزائر حالات كثيرة خاض فيها قُصّر مغامرات خطيرة لعبور البحر المتوسط دون مرافقة أو دعم. وتؤكد جمعيات حقوقية أن الظاهرة تزداد بسبب تداخل عوامل عدة مثل البطالة، وانسداد الآفاق، وشعور الشباب بالعجز عن تحقيق ذواتهم داخل الوطن.
من جهتها، سارعت السلطات الإسبانية إلى التعامل مع الوضع وفق القوانين المعمول بها في رعاية القُصّر غير المرفوقين، فيما طالبت هيئات حقوقية جزائرية بمراجعة آليات الحماية المخصصة للأطفال والشباب وحثت على معالجة الأسباب الحقيقية التي تدفع هؤلاء إلى المخاطرة بحياتهم.
تُشير قضية القُصّر السبعة إلى ضرورة التقاط رسالة الجيل الجديد، الباحث عن أمل يتجاوز حدود الجغرافيا، والعمل على بناء مستقبل أكثر أمنًا وعدلاً لهم في بلدانهم.