تحليل عبد العزيز رحابي للعلاقات الدولية في ظل الأزمات الإقليمية

أجرى الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق عبد العزيز رحابي حوارًا معمقًا تناول فيه التغيرات الجيوسياسية الحاصلة في المنطقة العربية، وانعكاساتها على العلاقات الدولية، خاصةً بين الجزائر وفرنسا، والدور المتصاعد لبعض الدول مثل قطر في ظل الأزمات المستجدة.

رحابي استهل حديثه بالإشارة إلى تحولات كبيرة يشهدها العالم العربي مع استمرار حالة عدم الاستقرار في العديد من دول المنطقة، حيث فسّر هذه الأوضاع بمزيج من العوامل الدولية والإقليمية، من بينها التدخلات الخارجية ومساعي القوى الكبرى لتعزيز نفوذها. وأكد أن التوتر الأخير بين الجزائر وفرنسا ليس وليد اللحظة، بل يمتد جذوره إلى تراكمات تاريخية وتباينات في المصالح، مبرزًا أن فرنسا كثيرًا ما اتخذت من ملف الجزائر أداة في سياستها الداخلية والخارجية، خصوصًا في قضايا الهجرة والتعاون الأمني.

كما تطرّق رحابي إلى التحالفات الجديدة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الأزمة بين إسرائيل وبعض دول المنطقة وسّعت هوة الانقسامات، وأبرزت أهمية وحدة الصف العربي وقدرته على إعادة ترتيب علاقاته مع القوى العالمية بذكاء وتوازن. ومن منظور رحابي، فإن الولايات المتحدة تلعب حاليًا دورًا مركزيًا في إعادة رسم ملامح خارطة المنطقة، بينما تسعى دول عربية كبرى—ومن بينها الجزائر—إلى الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي.

وفي ما يخص ملف مالي والساحل الأفريقي، حذّر رحابي من تداعيات عدم الاستقرار هناك على الأمن الإقليمي للجزائر ودورها المحوري كوسيط في أزمات الجوار. وحول عودة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي للساحة الإعلامية والسياسية، أوضح أن ذلك يندرج ضمن محاولات تيارات معينة في فرنسا إعادة تشكيل علاقتها بالمنطقة المغاربية.

اختتم رحابي الحوار بالتأكيد على ضرورة استخلاص دروس المرحلة الحالية والعمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، مطالبًا بنهج دبلوماسي حذر ومسؤولية وطنية في معالجة القضايا الإقليمية والدولية.

موضوعات ذات صلة