جدل في فرنسا حول تدخلات أجنبية في قضايا الإسلاموفوبيا بعد حادثة رؤوس الخنازير أمام المساجد
أثارت فرنسا نقاشاً واسعاً ومخاوف متجددة حول قضايا الإسلاموفوبيا بعد العثور على رؤوس خنازير وُضعت أمام تسعة مساجد في باريس وضواحيها مطلع الأسبوع الماضي. وأشارت نتائج التحقيقات الأولية التي أعلنتها النيابة العامة في باريس إلى أن هذه الحوادث لم تكن نابعة بشكل أساسي من تيارات محلية معادية للمسلمين، بل يبدو أنها مرتبطة بتدخل أجنبي يهدف إلى تأجيج التوتر الديني والسياسي في فرنسا.
وتشير مصادر أمنية فرنسية إلى أن الأشخاص الذين قاموا بهذه الأعمال هم من رعايا أجانب، وسط شكوك قوية بأن العملية قد دُبرت من قبل جهات استخباراتية أجنبية بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي. وقد كشفت الشرطة عن إدلائهم بمعلومات حول شراء رؤوس الخنازير من منطقة النورماندي من قبل شخصين كانا يقودان سيارة تحمل لوحة تسجيل صربية.
وبالتوازي، أعلنت وكالة مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي الفرنسية “فيجينوم” عن رصد نشاط مكثف لحسابات وهمية مرتبطة بجهات خارجية—خاصة روسية—كانت تروج لهذا الحادث تحت وسم “الأيادي الحمراء” (Red Hands)، في محاولة لتضخيم التوترات بين الجاليات الدينية المختلفة.
رغم التحقيقات الجارية حول الهيئات الخارجية المشتبه بتورطها، يرى عدد من المراقبين أن تنامي الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا مدفوع أيضاً ببيئة سياسية واجتماعية باتت أكثر انقساماً في السنوات الأخيرة. ففي حين لم تنفِ السلطات وجود دوافع داخلية وراء بعض الممارسات المعادية للمسلمين، إلا أن هذه الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على مدى هشاشة الوضع الداخلي أمام محاولات التأثير من الخارج.
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه فرنسا تحديات متجددة في مجال مكافحة الكراهية الدينية، خصوصاً مع استمرار تصاعد خطاب التشدد واستغلال القضايا الدينية في الحملات السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي. ويؤكد المراقبون ضرورة تعامل السلطات الفرنسية بحزم مع كل من الجهات الداخلية والخارجية التي تسعى لإشعال الفتن، محذرين من أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يؤدي إلى تصعيد أكبر ويهدد النسيج الاجتماعي الفرنسي.