تجديد حكومي موسع في الجزائر: تسع نساء في مناصب وزارية لأول مرة
شهدت الجزائر مساء الأحد 14 سبتمبر 2025 تغييرات هامة في المشهد السياسي، حيث أعلن الرئيس عبد المجيد تبون تعيين سيفي غريب رسمياً رئيساً للوزراء وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأداء الحكومي وضمان الاستقرار السياسي.
وقد جاءت الحكومة الجديدة بحضور لافت للعنصر النسوي، إذ شهد الفريق الوزاري تعيين تسع نساء في مناصب وزارية متنوعة تشمل قطاعات الثقافة والسياحة والتجارة الداخلية والتضامن الوطني، بالإضافة إلى وزارات البيئة والتكوين والتعليم المهني والعلاقات مع المجتمع المدني. ويعد هذا التمثيل النسائي إحدى أبرز ملامح الحكومة الجديدة، إذ يسجل رقماً غير مسبوق في تاريخ الحكومات الجزائرية من حيث عدد النساء الوزيرات.
وشملت التغييرات مغادرة سبعة من الوزراء السابقين مناصبهم، من بينهم وزير التجارة الداخلية وتنظيم السوق ووزير الأشغال العمومية والبنى التحتية، في حين انضم عشرة وزراء جدد إلى التشكيلة الحكومية تحت قيادة رئيس الوزراء سيفي غريب. ويأتي هذا التعديل استجابة لمتطلبات المرحلة الجديدة ومن أجل ضخ دماء جديدة في الجهاز التنفيذي، مع الحرص على إبقاء بعض الوجوه الوزارية التي أظهرت أداءً متوازناً في الفترة الماضية.
ويبرز تعيين النساء في هذه الحكومة كمؤشر على اتجاه الدولة نحو إشراك النساء في صناعة القرار السياسي وتعزيز دورهن في قيادة قطاعات حيوية. وقد أكد مراقبون أن هذا التغيير يتماشى مع الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تشهدها الجزائر مؤخراً، حيث تسعى السلطات إلى ترسيخ مبادئ تكافؤ الفرص والشفافية والكفاءة في الإدارة العمومية.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه الجزائر تحديات اقتصادية واجتماعية تستدعي تجديد النخب السياسية وقدراتها التنفيذية، خاصة في مجالات مثل ضبط السوق الداخلي وتحسين البنى التحتية وتطوير التعليم المهني والبيئة. كما أشار محللون إلى أن قوة حضور النساء في الفريق الحكومي سيعطي دفعاً إضافياً لسياسات الإصلاح الاجتماعي ودعم قضايا المرأة وتمكينها داخل المجتمع الجزائري.
ومن المنتظر أن تسهم هذه التشكيلة الجديدة في إعطاء زخم للعمل الحكومي ورفع مستوى الفعالية في مواجهة التحديات، وسط توقعات بأن تواصل الحكومة الحالية نهج التعاون مع مختلف الفاعلين الوطنيين من أجل تحقيق الإصلاحات المرجوة ودفع عجلة التنمية في البلاد.