مشروع مزرعة الألبان العملاقة في الجزائر يثير اهتماماً دولياً حتى في الولايات المتحدة
أشعلت مزرعة الألبان الضخمة التي يجري إنشاؤها في الجزائر من قبل شركة بلدنا القطرية موجة من الفضول والاهتمام الدولي، حيث تجاوز صدى هذا المشروع حدود الجزائر ليصل حتى إلى مزارع الألبان الكبرى في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة. يعد هذا المشروع، الذي بلغت تكلفته عدة مليارات الدولارات بمشاركة خبرات قطرية وتقنيات حديثة، الأكبر من نوعه في العالم ويعد بثورة حقيقية في قطاع إنتاج الألبان إقليمياً وعالمياً.
تسعى الجزائر من خلال هذا المشروع الاستراتيجي إلى تعزيز اكتفائها الذاتي من الحليب ومشتقاته، وتقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الأمن الغذائي الوطني. ومن المرتقب أن تستضيف المزرعة، عند استكمالها، أكثر من 270 ألف رأس من الأبقار، مع استثمار في خطوط إنتاج متقدمة تدمج بين الإنتاج الحيواني والتقنيات الذكية في معالجة وتعبئة الحليب.
ويمثل هذا المشروع بادرة تعاون بين الحكومة الجزائرية وشركة بلدنا القطرية، مع شراكة هندسية وتقنية من شركات عالمية متخصصة، تهدف إلى إنشاء منشأة متكاملة تشمل جميع مراحل سلسلة الإنتاج من التربية إلى التصنيع والتوزيع.
وقد أثار الإعلان عن كبر حجم المشروع وحجم رؤوس الأبقار والتقنيات المستخدمة فيه نقاشات في أوساط مزارع الألبان الكبيرة في الولايات المتحدة، خاصة في كولورادو التي تعد موطناً لبعض أكبر المزارع في أمريكا. وطرحت وسائل إعلام زراعية أمريكية تساؤلات حول مدى تأثير هذا الاستثمار الضخم على سوق الألبان العالمي، وما إذا كان يمكن لمزارع مثل “بلدنا” أن تنافس على الصعيد الدولي وتعيد رسم خارطة العرض والطلب في قطاع الحليب.
وعلى صعيد آخر، رحب مسؤولون جزائريون بهذه المشروع الطموح، مؤكدين على أهميته في دعم التنمية الاقتصادية وتحسين فرص العمل في المناطق الزراعية، كما عبروا عن اعتزازهم بإطلاق هذا المشروع الذي يُرتقب أن يغير ملامح قطاع الحليب في الجزائر وربما في شمال إفريقيا بأكمله.
في السياق ذاته، تسلط الأضواء على الآثار البيئية والاجتماعية لهذا المشروع الضخم، وأهمية الإدارة المستدامة لموارده وسلسلة التوريد الخاصة به. ويتوقع خبراء في مجال الزراعة أن يصبح مشروع “بلدنا” نموذجاً يُحتذى به في إنشاء وتسيير مزارع الألبان الحديثة على نطاق عالمي.