قرار تقديم اللحوم الحلال في مدارس نيو برونزويك يثير نقاشاً مجتمعياً في كندا
شهدت مقاطعة نيو برونزويك الكندية جدلاً واسعاً بعد إعلان شبكة الكافتيريات المجتمعية عن اعتماد اللحوم الحلال بشكل كامل ضمن الوجبات التي تقدم في عدد من المدارس بدءاً من العام الدراسي 2025-2026. جاء هذا القرار في إطار استجابة لاحتياجات المجتمعات المسلمة المتزايدة في المنطقة وحرص السلطات على تعزيز قيم التنوع والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع.
وأوضح مجلس المدارس الفرانكوفونية الجنوبية (DSFS) أن اعتماد اللحوم الحلال جاء بعد مشاورات مطولة مع أولياء الأمور والهيئات الدينية، في مسعى لتوفير بيئة تعليمية تلائم جميع الطلاب وتحترم خصوصياتهم الدينية والثقافية. واعتبر المجلس هذا الإجراء خطوة إيجابية نحو تحقيق الإدماج الاجتماعي وتكريس مبدأ المساواة.
لكن هذا القرار لم يخلُ من الانتقادات، إذ أعرب بعض أولياء الأمور وجماعات حقوق الإنسان عن تحفظاتهم حيال فرض نوع غذائي معين على كافة الطلاب بغض النظر عن ديانتهم أو توجهاتهم الغذائية. وطالب المنتقدون بتوفير خيارات متنوعة في الوجبات المدرسية بحيث تشمل اللحوم الحلال والمنتجات غير الحلال والنباتية، ليتمكن كل طالب من اختيار ما يناسبه.
وفي معرض الرد على هذه المخاوف، أكدت إدارة شبكة الكافتيريات أن عملية توريد اللحوم تخضع لمعايير صحية صارمة وتراعي جودة الغذاء المقدَّم. وأضاف المسؤولون أن تقديم اللحوم الحلال لا يحرم أي طالب من الحرية في اختيار وجبته، إذ أن قائمة الطعام تظل متنوعة وتشمل جميع الخيارات الممكنة قدر المستطاع.
من جانبهم، رحب العديد من أولياء الأمور المسلمين بهذا القرار، معتبرين إياه تقدماً على صعيد الاعتراف بحقوق الأقليات وتعزيز قيم الانفتاح في المجتمع الكندي. كما أثنوا على جهود المؤسسات التعليمية في تبني سياسات شاملة تحفظ كرامة الطلاب وتنمي قيم التعايش والاحترام المتبادل بين مختلف الفئات.
يبقى الجدل قائماً بين مؤيدين يرون في القرار تجسيداً للعيش المشترك، ومعارضين يخشون من تأثيره على حرية الاختيار في المؤسسات التعليمية. ومع ذلك، فإن قضية اللحوم الحلال في مدارس نيو برونزويك تعكس الحراك النشط في المجتمع الكندي نحو مواءمة السياسات العامة مع واقع التعددية الثقافية والدينية المتنامية.