سعر اليورو يواصل التحليق أمام الدينار الجزائري محققاً مستويات تاريخية جديدة

واصل سعر صرف اليورو ارتفاعه أمام الدينار الجزائري في السوق الموازية خلال شهر يوليو وسبتمبر 2025، ليلامس مستويات غير مسبوقة منذ سنوات. فقد تجاوز سعر شراء اليورو في بعض أسواق الصرف الموازية بالعاصمة الجزائر عتبة 280 ديناراً جزائرياً للوحدة، بينما تراوحت أسعار البيع بين 265 إلى 273 ديناراً في بداية الشهر، لترتفع تدريجياً حتى نهاية سبتمبر وسط طلب متزايد وقلة في العرض.

ويعزو متابعون وخبراء اقتصاديون هذا الارتفاع التاريخي إلى عدد من العوامل، أبرزها استمرار القيود المفروضة على التحويلات البنكية الأجنبية وتراجع المعروض من العملات الصعبة في السوق الرسمية، الأمر الذي يدفع المسافرين والتجار وغيرهم إلى اللجوء للأسواق الموازية، ما يخلق ضغطاً إضافياً على العملة الأوروبية.

وكان شهر يوليو قد شهد بدوره صعوداً متسارعاً لسعر العملة الأوروبية الموحدة، إذ بلغ في العاشر من الشهر نحو 265 ديناراً جزائرياً، قبل أن تستمر الزيادة مع اقتراب فترة العطل الصيفية وزيادات طلب المواطنين على اقتناء العملات الأجنبية للسفر أو الاستثمار.

كما ساهمت التغييرات الأخيرة في الأنظمة المالية والسقف المحدد للتحويلات السياحية بالخارج، والذي تم رفعه إلى 750 يورو، في زيادة الطلب داخل السوق السوداء على اليورو تحديداً.

وأثارت هذه التطورات مخاوف لدى البعض من انعكاسات مباشرة على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة وأن اليورو يمثل عملة الاستيراد الأساسية للجزائر، ما قد ينعكس على أسعار المواد الاستهلاكية والبضائع الأجنبية التي تعتمد في تسعيرها على أسعار الصرف الموازي.

في هذا السياق، يدعو خبراء إلى الإسراع في إصلاحات السوق النقدية الرسمية وتسهيل المعاملات البنكية، بهدف تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والموازي، والحد من المضاربات التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني.

موضوعات ذات صلة