مزارع شاب في بسكرة ينتقد هوامش الربح الكبيرة للوسطاء في بيع الخضروات

في ولاية بسكرة الواقعة جنوب الجزائر، أثار أحد المزارعين الشبان جدلاً واسعاً بعد ظهوره في شريط مصور نشر عبر صفحة “مزارعو بسكرة” على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد بشدة سياسات البيع والشراء التي ينتهجها الوسطاء الزراعيون في المنطقة.

وظهر المزارع وهو يعبر عن استيائه من الفروق الكبيرة في أسعار الخضروات، خاصة الطماطم، بين ما يتقاضاه من سعر بيع مباشر للوسطاء وبين ما يصل إليه السعر عند عرضه في الأسواق النهائية. وقال المزارع متسائلاً: “كيف يمكن أن تبرروا هذه الهوامش الضخمة؟”. وأضاف موضحاً: “أنا أبيع كيلوغرام الطماطم لكم بحوالي 20 ديناراً جزائرياً، بينما أنتم تبيعونه بعد ذلك للمستهلكين بسعر يصل إلى 30 أو حتى 40 ديناراً”، موضحاً أن هامش الربح الذي يحصل عليه الوسيط يتجاوز أحياناً ما يحصل عليه المزارع نفسه رغم عناء الزراعة والتعب الذي يتطلبه توفير منتج جيد.

وأوضح المزارع أيضاً أن هذا الواقع لا يقتصر فقط على محصول الطماطم، بل يمتد ليشمل معظم المنتجات الزراعية في المنطقة، الأمر الذي يؤثر سلباً على المزارعين ويهدد مستقبل الزراعة المحلية. واتهم الوسطاء بالاستغلال وخلق اختلالات في السوق، مطالباً الجهات الرسمية بالتدخل لحماية المزارعين وإعادة ضبط الأسعار بشكل يضمن العدالة لكل الأطراف.

وتعتبر ولاية بسكرة واحدة من أبرز المناطق الزراعية في الجزائر، حيث يشتهر إنتاجها من الخضروات والفواكه خاصة خلال فصول السنة المعتدلة، إلا أن ظاهرة تحكم الوسطاء في الأسواق تبقى محور جدل مستمر بين المزارعين والمسؤولين، في ظل دعوات لتعزيز قنوات التسويق المباشر وتقليص دور الوسطاء كمحاولة لإنقاذ القطاع الزراعي وحماية المنتجين المحليين.

ويأمل العديد من المزارعين أن تجد هذه المناشدات صدى لدى الجهات المعنية، من أجل سن تشريعات جديدة أو تفعيل الآليات الرقابية، بما يضمن توازناً أفضل في السوق ويمنح المنتجين حقهم العادل. ويستمر الحوار في أوساط الزراعة والفاعلين الاقتصاديين حول أفضل السبل لتحقيق ذلك وضمان استدامة الأمن الغذائي في الجزائر.

موضوعات ذات صلة