نورة صدقي: رحلة ملهمة من جبال القبائل إلى رمزية المطبخ الجزائري في باريس
برعت الشيف الجزائرية نورة صدقي، المعروفة بلقب «نّا نورة»، في نقل أطباق الجزائر الأصيلة من قلب القبائل إلى شوارع وأسواق باريس، لتصبح اليوم إحدى أبرز الوجوه التي تمثل المذاق الجزائري في فرنسا. عمل نّا نورة الدؤوب وشغفها بالمطبخ التقليدي منحاها مكانة مرموقة بين عشاق فن الطبخ، وجعلاها رمزًا للضيافة الجزائرية في المهجر.
بدأت قصة نّا نورة منذ سنوات طويلة، حيث حملت معها وصفات من التراث العائلي الذي كبر في أحضان جبلية بقرى القبائل. أدركت مبكرًا أنّ الطعام ليس مجرد وجبة، بل هو ذاكرة وهوية وحوار بين الأجيال. وبسعيها الدائم للحفاظ على مذاق الوطن، أسست مطعمًا صغيرًا في العاصمة الفرنسية، حملت فيه رائحة الكسكس والرفيس والمحاجب إلى كل من يشتاق للجزائر أو يرغب في اكتشافها.
خلال مشاركتها الأخيرة في «القرية الدولية لفنون الطبخ» التي أُقيمت في باريس بين 11 و14 سبتمبر، كان لجناح الجزائر نصيبٌ كبير من اهتمام الحضور. فقد شهد ركن نّا نورة إقبالًا واسعًا، إذ جذبت وصفاتها الأصيلة الزوار من مختلف الجنسيات وعرّفتهم على أبرز رموز الأكل الجزائري. أطباقها الشهية مثل المحجوبة المحشوة بالخضار والتوابل، لم تكن مجرد تجربة مذاق بل نافذة على تراث وثقافة شعب.
تؤكد نّا نورة أن رحلتها لم تكن سهلة، خاصة في بلد مثل فرنسا حيث تتنوع الثقافات وتتعدد المنافسة في مجال الطبخ. لكنها وجدت في شغفها وإبداعها ما يميزها، فاستطاعت أن تلمس قلوب الفرنسيين والجزائريين المغتربين على حد سواء.
اليوم، لم تعد نّا نورة مجرد طاهية ناجحة، بل أصبحت رمزًا للإلهام لكل من يسعى للمحافظة على تراثه وإبراز هويته، ورسالة أمل لكل امرأة جزائرية تحلم بتحقيق ذاتها مهما بعدت بها الدروب. تواصل نّا نورة نشاطها في المطعم والمناسبات الخاصة والمعارض الدولية، ناقلة بتفانٍ قصة المطبخ الجزائري إلى العالم أجمع.