موريتانيا توقف موقعًا إعلاميًا متهمًا بنشر معلومات مضللة ضد الجزائر
في خطوة جديدة تهدف إلى حماية العلاقات مع الجزائر، أقدمت السلطات الموريتانية مؤخرًا على إغلاق موقع إلكتروني متهم بترويج الدعاية ضد الجزائر ونشر أخبار كاذبة تستهدف الدولة الجارة. وجاء قرار الإغلاق بعد أسابيع من تحقيقات إعلامية وتقارير متعددة كشفت العلاقة الواضحة بين الموقع وبعض الدوائر الداعمة للمغرب، مما أثار جدلًا واسعًا حول حدود حرية التعبير ومسؤولية الإعلام في الفضاء الرقمي.
وأفادت مصادر إعلامية أن هيئة تنظيم الإعلام السمعي البصري في موريتانيا “HAPA” اتخذت هذا القرار عقب تلقيها شكاوى رسمية تتعلق بمحتوى الموقع الذي يحمل اسم “أنباء إنفو”. وتبين من خلال المتابعة أن الموقع دأب على نشر مواد إعلامية تُسيء للعلاقات الجزائرية الموريتانية، وتدافع باستماتة عن السياسة المغربية تجاه عدد من القضايا الإقليمية، خاصة تلك المتعلقة بالصحراء الغربية.
وأكد مسؤولون موريتانيون أن إغلاق الموقع يأتي في إطار سياسة الحياد التي تتبناها نواكشوط، وحرصها على عدم الانسياق وراء محاولات الإضرار بعلاقاتها مع أي من دول الجوار. وأضافوا أن مثل هذه المواد الإعلامية لا تخدم الاستقرار الإقليمي، بل تزيد من حدة التوتر وتخلق حالة من التباعد بين الشعوب.
وتُعد هذه الخطوة ضربة جديدة لوسائل الإعلام المرتبطة بجهات خارجية، والتي حاولت استغلال الأجواء الإلكترونية في موريتانيا لبث رسائل سياسية وتحريضية ضد الجزائر. وكانت تقارير صحفية قد كشفت في الأشهر الماضية عن سلسلة من المواقع والمنصات التي تستخدم خطابًا عدائيًا ضد الجزائر، في ظل تصاعد التنافس الإقليمي بين المغرب والجزائر ومحاولة كل طرف استمالة الموقف الموريتاني لصالحه.
هذا وقد أشار مراقبون إلى أن قرار الإغلاق يعكس حرص السلطات الموريتانية على ضبط المشهد الإعلامي الداخلي وصون علاقاتها الاستراتيجية، خصوصًا مع الجزائر التي تعتبر شريكًا مهمًا على كافة الأصعدة. كما أنه يوجه رسالة واضحة بأن الحكومة لن تتسامح مع أي محاولة لنشر الفتنة أو التدخل في شؤون جيرانها من خلال وسائل الإعلام الرقمية.
يبقى أن نشير إلى أن خطوة موريتانيا قد تثير نقاشًا أوسع داخل الأوساط الإعلامية حول سقف حرية النشر والمسؤولية الأخلاقية للمؤسسات الصحفية، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية الحساسة وظاهرة انتشار الأخبار الكاذبة والدعاية المضللة عبر الإنترنت.