برنامج دعم جديد للأسر المنتجة في الجزائر: تفاصيل وآليات الاستفادة

أطلقت الحكومة الجزائرية برنامجًا حديثًا يهدف إلى تعزيز دور الأسر المنتجة، خاصة تلك التي تعتمد على الحرف اليدوية والأعمال الزراعية والنشاطات الصغيرة كمصدر رزق أساسي لها. وجاء هذا البرنامج في إطار مرسوم تنفيذي نُشر مؤخرًا في الجريدة الرسمية، ليضع حجر الأساس لسياسة دعم جديدة تستهدف تعزيز المبادرة الفردية وتحسين الظروف المعيشية لهذه الفئة من المجتمع.

ويتيح هذا التدبير للأسر المنتجة، والتي تعرف بأنها الوحدات العائلية التي تمتهن أعمالاً يدوية أو فلاحية أو خدمات بسيطة في إطار نشاط محدود لا يتسم بالانتظام التجاري أو الصناعي الكبير، الحصول على إعانات عينية مباشرة من الدولة. وتُقدر قيمة المساعدة الممنوحة بما بين 80 ألف و100 ألف دينار جزائري، وتمنح مرة واحدة فقط من أجل اقتناء المعدات والتجهيزات اللازمة لانطلاق أو تحسين النشاط.

أما شروط الاستفادة من هذا البرنامج فقد حددها المرسوم التنفيذي بشكل واضح، حيث يتعين على الأسرة المتقدمة للطلب إثبات ممارسة نشاط منتج ملموس في المجال الحرفي أو الزراعي أو الخدمات المنزلية أو الصناعات التقليدية الصغيرة. ويجري التقديم للاستفادة عبر الهيئات المحلية المختصة التي ستتولى دراسة الملفات وإجراء المتابعات الميدانية للتحقق من مطابقة النشاط للمعايير المطلوبة.

إضافة إلى ذلك، أوضح المرسوم أن قائمة النشاطات المؤهلة للدعم تظل مفتوحة وقابلة للتحديث حسب الأولويات الاقتصادية والاجتماعية. وهو ما يخلق هامشًا كبيرًا لتحفيز الطاقات المحلية وتشجيع الأسر على ابتكار مشاريع إنتاجية تناسب ظروفها وإمكاناتها.

ويهدف هذا البرنامج، بحسب ما صرّح به مسؤولون حكوميون، إلى مكافحة البطالة وتوفير مصادر دخل دائمة للأسر الفقيرة والهشة، وتعزيز الاقتصاد العائلي المحلي من خلال منح الوسائل الكفيلة بإخراج الكثير من العائلات من دائرة الهشاشة.

ويرى متابعون أن هذه الخطوة تأتي في سياق السياسات الاجتماعية للجزائر الرامية إلى تفعيل التنمية المحلية وإشراك كل الفئات في صناعة النمو الاقتصادي، مع التركيز على توفير مناخ يسمح بتحسين نوعية الحياة للمواطنين خارج الإطار الوظيفي الكلاسيكي.

وسيبقى تنفيذ هذا البرنامج مرهونًا بفاعلية المتابعة الميدانية وحسن تسيير الدعم بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة، خاصة في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة تسعى الجزائر لمواجهتها ببرامج ذات بعد إنساني وتنموي واضح.