المنافسة تتصاعد بين الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الملكية المغربية حول رحلات أنجمينا
تشهد العاصمة التشادية أنجمينا في الآونة الأخيرة تنافسًا متزايدًا بين الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الملكية المغربية، في سياق سباق استراتيجي لتعزيز الوجود في أسواق الطيران الإفريقية. وقد أصبح هذا المسار الجوي الجديد محل اهتمام كبير لكلا الشركتين، نظرًا لأهميته المتزايدة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في القارة.
أقدمت الخطوط الملكية المغربية مؤخرًا على تدشين رحلات مباشرة بين الدار البيضاء وأنجمينا، ما يمنحها أفضلية في تسهيل الربط بين شمال إفريقيا ووسطها. ويأتي هذا التوسع كجزء من خطة استراتيجية للخطوط المغربية تهدف إلى ترسيخ موقعها الريادي في السوق الإفريقي عبر فتح خطوط جديدة مع عدة عواصم إفريقية.
من جهتها، تسعى الخطوط الجوية الجزائرية إلى تقوية تواجدها في إفريقيا الوسطى، من خلال دراسة وإطلاق خطوط جوية جديدة تربط الجزائر بعدد من العواصم الحيوية، من بينها أنجمينا. وترى الشركة الجزائرية أن تعزيز الربط الجوي مع إفريقيا جنوب الصحراء يمكن أن يكون رافعة قوية لدعم التجارة وتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، خاصة بعد احتضان الجزائر لمعارض اقتصادية قارية كبرى مثل المعرض التجاري الإفريقي.
يرى مراقبون أن أنجمينا أصبحت نقطة تنافس استراتيجية، ليس فقط من زاوية جذب المسافرين أو الحصة السوقية، بل أيضًا على صعيد لعب أدوار جديدة في دعم التبادل التجاري والتقارب السياسي بين بلدان شمال ووسط إفريقيا. ويؤكد خبراء الطيران أن تعدد الخيارات أمام المسافرين وتنوع الخدمات من شأنه أن ينعكس إيجابًا على تنقل الأفراد وتدفقات البضائع في المنطقة.
تُشير مصادر من قطاع النقل الجوي إلى أن المنافسة الحادة بين الناقلتين الجزائري والمغربية ستستمر في التصاعد خلال السنوات المقبلة، لا سيما مع التوقعات بارتفاع حركة السفر وزيادة الطلب على الوجهات الإفريقية. وتبقى أنجمينا نموذجًا للأولوية الجديدة التي توليها شركات الطيران في المنطقة لتعزيز تواجدها والانفتاح على أسواق واعدة في المستقبل.