انخفاض ملحوظ في أسعار اليورو والدولار مقابل الدينار الجزائري بالسوق الموازية
شهدت السوق الموازية للعملة في الجزائر خلال شهر سبتمبر 2025 تغيراً في أسعار صرف العملات الأجنبية، حيث سجل كل من اليورو والدولار الأمريكي تراجعاً محدوداً بعد أشهر من الارتفاع المستمر. ورغم هذا الانخفاض الطفيف، ظل اليورو قريباً من مستوياته القياسية التي سبق أن بلغها مرتين منذ بداية العام الجاري، متخطياً حاجز 265 دينار جزائري لليورو الواحد، خاصة في أيام محددة كالعاشر من يوليو والسابع عشر من سبتمبر 2025.
وقد جاء هذا التراجع بعد موجة صعود قوية شهدتها العملة الأوروبية في السوق السوداء خلال الفترة الماضية، نتيجة عدة عوامل منها ارتفاع الطلب على العملة الصعبة من طرف المواطنين والمؤسسات، إلى جانب تقلبات الأسواق العالمية والظروف الاقتصادية المحلية.
أما أسعار الدولار الأمريكي فقد شهدت أيضاً انخفاضاً مماثلاً، حيث بلغ سعر البيع في بعض نقاط السوق السوداء 226 ديناراً مقابل 222 ديناراً للشراء، ما عكس حالة من الترقب لدى المتعاملين الذين يراقبون تطورات الأسعار بانتباه شديد في انتظار استقرار الأوضاع المالية.
وعلى الرغم من هذه التراجعات المحدودة، ما تزال الأسواق غير الرسمية تحتفظ بجاذبيتها بالنسبة للمواطنين الراغبين في تحويل أو استبدال العملات خارج الأطر البنكية، بسبب القيود الصارمة المفروضة على تداول العملات في البنوك الوطنية.
يرى متعاملون في سوق العملة أن الانخفاض الأخير مرده إلى تراجع مؤقت في الطلب وتدخلات غير مباشرة من السلطات لضبط السوق، إلا أن التوقعات تشير إلى إمكانية تغير الاتجاه في حال حدوث تطورات اقتصادية محلية أو ارتفاع جديد لأسعار النفط، المصدر الأبرز للدخل الوطني في الجزائر.
وتجدر الإشارة إلى أن تقلبات أسعار العملات الأجنبية في الجزائر غالباً ما ترتبط بتحولات أسعار النفط عالمياً وتغيرات الاحتياطات النقدية وتداعيات السياسات الحكومية على السوق الموازية. ويبقى مراقبو الأسواق يترقبون عن كثب أي مؤشرات جديدة قد تؤثر على اتجاهات صرف الدينار الجزائري في قادم الشهور.