جزائري بلا وثائق ينقذ مسنًا في فرنسا ويستعيد حقه في البقاء

أنقذ عامل جزائري غير نظامي حياة رجل مسن تجاوز التسعين من العمر كان يتعرض لهجوم من كلب في إحدى المدن الفرنسية، في قصة إنسانية أثارت اهتمام الرأي العام هناك.

تعود تفاصيل الحادثة إلى منتصف عام 2025، حيث كان عبد القادر حمشريف، البالغ من العمر 37 عامًا والمقيم في فرنسا دون أوراق إقامة رسمية، يمر بالقرب من منزل أحد جيرانه عندما سمع صراخًا واستغاثة. فاتجه مباشرة نحو مصدر الصوت ليكتشف رجلاً مسناً يتعرض لهجوم عنيف من كلب شرس. دون تردد، اندفع عبد القادر للتدخل، مخاطراً بنفسه، وتمكن بصعوبة من إبعاد الحيوان عن الضحية مستخدماً أغراض بسيطة كانت في متناول يده.

أدى ذلك التدخل البطولي إلى إنقاذ حياة الرجل المسن من إصابات خطيرة، وحصل عبد القادر على إشادة واسعة من الجيران وسكان الحي الذين اعتبروا تدخله تعبيراً عن الشجاعة والبُعد الإنساني. ولم يقتصر الأثر الإيجابي للحدث على الردود الشعبية فقط، فقد كان لعبد القادر التزام بمغادرة الأراضي الفرنسية بموجب قرار ترحيل (OQTF)، وكان يواجه خطر فقدان عمله والتفكك الأسري، خاصة أنه أب لثلاثة أطفال صغار.

نظراً للموقف الإنساني الفريد وتصرفه البطولي، قررت السلطات الفرنسية إعادة النظر في حالته القانونية وإلغاء أمر الترحيل الذي كان يلاحقه. وجاء القرار تكريماً لما أظهره من تضحية غير مألوفة وحس عالٍ بالمسؤولية تجاه الغير، ليصبح مثالاً يحتذى في التضامن والشجاعة بغض النظر عن وضعه القانوني في البلاد.

تعكس هذه القصة الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه المهاجرون، حتى من هم في وضعيات إدارية صعبة، في المجتمع الفرنسي، كما أعادت فتح النقاش حول كيفية التعامل مع قضايا الهجرة وحالات اللاجئين الإنسانية. ونقل العديد من النشطاء والفاعلين في المجال الحقوقي أن ما قام به عبد القادر يسلط الضوء على ضرورة مراعاة الأبعاد الإنسانية في القوانين المتعلقة بالأجانب والمهاجرين.

موضوعات ذات صلة