أسعار الذهب تحلق في الجزائر وأصحاب محلات المجوهرات يواجهون تحديات كبرى
شهدت أسعار الذهب في الجزائر ارتفاعات تاريخية خلال الأشهر الأخيرة من عام 2025، حيث بلغ سعر أونصة الذهب مستويات غير مسبوقة، متأثرة بالقفزات التي سجلتها الأسواق العالمية. ففي يوم الأربعاء الموافق 24 سبتمبر 2025، وصل سعر الأونصة إلى نحو 3,770 دولار أمريكي، ما يمثل زيادة تزيد عن 43% منذ بداية العام. هذا الصعود الحاد في الأسعار جعله هدفاً أساسياً للمستثمرين الساعين لحماية ثرواتهم من تقلبات الأسواق المالية.
ورغم الفائدة التي يجنيها المستثمرون من هذه الطفرات السعرية، إلا أن الأمر لا يحمل البهجة ذاتها لأصحاب محلات المجوهرات. فقد تحول الذهب في السوق الجزائرية إلى سلعة باهظة في متناول القلة، وتراجعت حركة البيع والشراء بشكل ملموس في أغلب المتاجر، نتيجة عزوف المواطنين عن الشراء وأثر الغلاء على القدرة الشرائية.
ويؤكد بعض تجار المجوهرات أن ارتفاع الأسعار لم يصاحبه تحسن في الإقبال أو زيادة في الأرباح، بل على العكس، ازدادت كميات الذهب المخزنة لديهم دون تصريف، مما أثر على سيولة السوق. ويشير هؤلاء إلى أن غالبية الزبائن باتوا يحجمون عن اقتناء الذهب إما كحلي أو كاستثمار، خوفاً من استمرار موجة الصعود، أو طمعاً في عودة الأسعار للانخفاض.
أسباب عدة تقف وراء ارتفاع أسعار الذهب في الجزائر، في مقدمتها ارتباط الأسعار بالسوق الدولية، بالإضافة إلى تقلبات سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية، فضلاً عن الظروف الاقتصادية العالمية التي تدفع الأفراد للبحث عن ملاذات آمنة. ومع استمرار حالة عدم الاستقرار، يُتوقع أن تبقى أسعار الذهب مرتفعة، ما سيزيد من الضغوط على قطاع المجوهرات في البلاد.
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن نهج التعامل مع سوق الذهب في الجزائر يوشك على المرور بمرحلة جديدة، تعيد رسم خارطة التجارة في محلات المجوهرات، وتعكس تحديات الواقع الاقتصادي للمواطن البسيط وصاحب العمل على حد سواء.