تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المسلمين في فرنسا: كلمة شمس الدين حفيظ

في مقال حديث نُشر في مجلة “اقرأ” الصادرة عن جامع باريس الكبير، أشار شمس الدين حفيظ، رئيس الجامع، إلى التناقضات التي يعاني منها المسلمون في فرنسا رغم طول فترة اندماجهم ومشاركتهم الفاعلة في المجتمع الفرنسي.

أوضح حفيظ أنه على الرغم من أن الجالية المسلمة تضم اليوم أبناء وأحفاد ستة أجيال، ويشارك أفرادها في كافة مناحي الحياة الفرنسية، إلا أنهم لا يزالون يواجهون تحديات متجددة تدفعهم للشعور بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية بين الحين والآخر.

وفي معرض حديثه، أبرز حفيظ تزايد الهجمات اللفظية والجسدية ضد المسلمين وتصاعد حوادث رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة أشار إلى أنها تشهد معدلات غير مسبوقة، حيث ارتفعت الاعتداءات حسب بعض التقارير بنسبة تفوق 75% خلال الأشهر السابقة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع وجود استهداف واضح للمساجد ومراكز العبادة الإسلامية في عدة مناطق من فرنسا.

وأكد حفيظ أن المسلمين الفرنسيين يدينون بشكل مطلق كل أعمال العنف ويرفضون جميع أشكال التطرف، وهم جزء أصيل من نسيج المجتمع الفرنسي منذ أجيال. إلا أن هذه الموجة المتصاعدة من الكراهية والإقصاء تشكل تهديدًا خطيرًا ليس فقط للمسلمين، بل لوحدة المجتمع الفرنسي وقيمه الإنسانية المشتركة.

ودعا رئيس جامع باريس الكبير السلطات الفرنسية إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية المسلمين، وضمان مساواتهم أمام القانون ووضع حد للخطابات التحريضية. كما ناشد وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية تكثيف جهودها لرفع مستوى الوعي وتصحيح الصور النمطية التي تلاحق المسلمين.

وختم حفيظ مقاله بالتأكيد على أن السبيل الوحيد لتعزيز العيش المشترك في فرنسا هو المضي قدمًا نحو تعزيز التسامح والحوار، والعمل على تجاوز الصور المسبقة والتمييز لتبقى فرنسا بلد الحرية والمساواة للجميع دون استثناء.

موضوعات ذات صلة