اليورو يواصل ارتفاعه القياسي أمام الدينار الجزائري في السوق السوداء

شهد سوق الصرف الموازي في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة اليورو مقابل الدينار الجزائري، حيث اقتربت العملة الأوروبية من تجاوز حاجز 270 دينارًا لليورو الواحد، محطمًا بذلك رقمين قياسيين خلال فترة قصيرة. هذا التصاعد السريع أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء تدهور قيمة الدينار وارتفاع العملات الأجنبية في السوق السوداء.

وبحسب متعاملين في سوق السكوار، وهو أكبر سوق للعملة في الجزائر العاصمة، فقد بلغ سعر شراء اليورو أرقامًا غير مسبوقة، حيث تراوح سعره في بعض الأيام بين 268 إلى 283 دينارًا جزائريًا. ويعود هذا الارتفاع المستمر إلى عدة عوامل من أبرزها تزايد الطلب على العملة الصعبة بسبب رغبة الأفراد والتجار في استيراد السلع، إضافةً إلى الضغوط الاقتصادية الناتجة عن انخفاض قيمة الدينار في السوق الرسمية مقارنة بالموازي.

ويربط بعض الخبراء الماليين موجة صعود اليورو الحالية بنقص المعروض من العملات الأجنبية، وتزايد القيود على التحويلات المالية لباقي الدول، ما يدفع المتعاملين إلى التوجه أكثر نحو السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم النقدية. وتتأثر الأسعار أيضًا بالأوضاع الاقتصادية غير المستقرة وارتفاع معدلات التضخم، إذ يبحث المواطنون عن ملاذ آمن للحفاظ على قيمة مدخراتهم.

من جهة أخرى، تراقب السلطات الجزائرية الوضع عن كثب، حيث أبدت قلقها إزاء توسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق الموازي، وتعمل في الآونة الأخيرة على اتخاذ إجراءات لتنظيم سوق الصرف ودعم الدينار، إلا أن تأثيراتها لم تظهر بالوضوح الكافي حتى الآن.

ويبقى مستقبل سعر اليورو مقابل الدينار غامضًا في ظل استمرار التقلبات الاقتصادية، إذ يرى متابعون أن تجاوز اليورو لأي حاجز نفسي جديد قد يُسرّع من وتيرة ارتفاع بقية العملات الأجنبية وتعميق أزمة فقدان الثقة في العملة الوطنية. وعلى ضوء المستجدات، أصبح سوق الصرف الموازي في الجزائر مؤشرًا حساسًا على حركة الاقتصاد وصعوبة الأوضاع المالية في البلاد.

مصادر:
– سوق السكوار
– متعاملون في سوق العملات الجزائر

موضوعات ذات صلة