خطة ترامب للسلام في غزة: آمال وتوجسات حول مستقبل الصراع

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً عن خطة جديدة لإنهاء النزاع الدامي في قطاع غزة، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. تهدف الخطة إلى وضع حد للحرب المستمرة منذ عامين، وتضمنت عشرين نقطة رئيسية تتعلق بوقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع.

برز الترحيب من بعض الأطراف الإقليمية والدولية، إذ عبّر قادة في العالم الإسلامي كمصر وقطر عن دعمهم لمبادرة ترامب، معتبرين أنها فرصة مهمة لكسر حلقة العنف والمعاناة المستمرة في غزة. كما أعلن رئيس الوزراء الباكستاني ثقته بأن المقترح الأمريكي قادر على إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، في حين أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه للخطة ودعا الطرفين «حماس وإسرائيل» لإظهار الجدية في التوصل لسلام دائم وتنفيذ بنود المبادرة.

رغم موجة التفاؤل في بعض الأوساط، تواجه خطة ترامب للسلام في غزة تحفظات واسعة من عدد من المراقبين والخبراء. ويشير هؤلاء إلى غياب الضمانات الصارمة لتنفيذ الخطة، وتخوفهم من أن تتحول الوعود إلى قرارات غير فعالة على أرض الواقع. وأبدت حماس ومعها فصائل فلسطينية أخرى حذراً في التعاطي مع المقترح، وأعلنت أنها ستدرس البنود بدقة قبل تقديم موقف رسمي للوسطاء المصريين والقطريين.

من جانب الحكومة الإسرائيلية، أعلن نتنياهو تأييده للخطة واصفاً إياها بأنها توفر فرصة واقعية لتحسين الوضع في غزة، كما رحبت الولايات المتحدة بتولي هيئة دولية تمويل إعادة إعمار القطاع إلى حين اكتمال إصلاحات السلطة الفلسطينية.

في ظل أجواء المخاوف والطموحات، يبقى مستقبل خطة ترامب مرهوناً بقدرة الأطراف كافة على ترجمة الالتزامات النظرية إلى واقع ملموس. ومع استمرار القلق الشعبي في غزة والتشكيك في قدرة المجتمع الدولي على دفع الأطراف نحو حل سياسي شامل، ينتظر العالم خطوات عملية تظهر ما إذا كانت مبادرة ترامب ستكون بداية نهاية لصراع طال أمده، أم مجرد محطة جديدة في طريق البحث عن سلام دائم.

موضوعات ذات صلة