اليورو يحقق رقماً قياسياً جديداً أمام الدينار الجزائري في السوق السوداء
شهدت قيمة اليورو في السوق السوداء بالجزائر ارتفاعاً غير مسبوق، حيث تجاوزت مستويات قياسية لم يتم تسجيلها من قبل. فمع بداية أكتوبر 2025، واصل اليورو مساره التصاعدي، ليبلغ في بعض التداولات 267.5 دينار جزائري لليورو الواحد، حسب تقارير محلية متطابقة وعدة مصادر مطلعة على سوق العملات الجزائرية.
هذا الارتفاع المتسارع يُشكل حلقة جديدة ضمن سلسلة من المكاسب التي حققتها العملة الأوروبية مقابل الدينار خلال الأسابيع الأخيرة. ففي منتصف يوليو/تموز الفائت، كان سعر صرف اليورو دون حاجز 260 دينار، ليقفز بسرعة متجاوزاً جميع التوقعات ومتجهاً نحو عتبة 270 ديناراً وسط طلب متزايد وشح في العملة الأجنبية داخل البلاد.
يرى متعاملون وخبراء اقتصاديون أن استمرار ضعف المعروض من العملة الصعبة بسبب القيود الحكومية على الاستيراد وضعف مداخيل القطاع السياحي، إضافة إلى العوامل العالمية كموجات التضخم وتقلّبات أسعار الطاقة، كلها ساهمت في تسارع انهيار الدينار وارتفاع قيمة اليورو دون وجود بوادر لتدخل فعّال من الهيئات الرسمية لكبح جماح السوق الموازية.
من جانبه، أكد أحد المتداولين في حي بلفور الشهير بالعاصمة أن الإقبال على شراء اليورو لا يزال مرتفعاً رغم الأسعار القياسية، مشيراً إلى أن ضغط الطلب يعود لعدة أسباب، من بينها سفر الجزائريين وعدم توافر الدولار واليورو في القنوات الرسمية.
محللون اقتصاديون يحذرون بدورهم من تداعيات استمرار هذا الاتجاه، خاصة إذا تجاوز اليورو حاجز 270 دينار؛ إذ قد يؤدي ذلك لموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة وزيادة الضغوط على القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي قد ينقل الأزمة من سوق العملات الموازية إلى حياة المواطن اليومية.
من الواضح أن التغيرات السريعة في سوق صرف العملات بالجزائر باتت تثير القلق لدى الجميع، وسط غياب حلول فورية من طرف السلطات بالشأن النقدي، في حين يواصل اليورو صعوده دون مؤشرات على توقف قريب.