وفاة أحمد طالب الإبراهيمي: رحيل أحد رموز مسيرة الجزائر نحو الاستقلال

توفي أحمد طالب الإبراهيمي، أحد آخر الشخصيات البارزة في تاريخ الجزائر المعاصر، يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 عن عمر يناهز 93 عامًا، ليغيب بذلك شاهد مُميز على حقبة الثورة وسنوات الاستقلال الأولى.

وُلد أحمد طالب الإبراهيمي في كنف عائلة علمية عريقة، فهو ابن المفكر الإسلامي الكبير بشير الإبراهيمي. وقد أثرى حياته بين نشاطه الفكري ودوره السياسي حيث كان من أوائل الرجال الذين ساهموا في رسم ملامح الدولة الجزائرية الحديثة.

خلال فترة ثورة التحرير الوطني، انضم الإبراهيمي إلى صفوف المناضلين من أجل الاستقلال ودافع بقوة عن تطلع الجزائريين للسيادة والحرية. وبعد الاستقلال، برز في عدد من المناصب الوزارية الهامة ابتداءً من ستينيات القرن الماضي وحتى نهاية الثمانينات، متولياً مسؤوليات عدة في قطاعات التعليم والثقافة والشؤون الخارجية. تميز الإبراهيمي بدعمه القاطع لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ اللغة العربية في مؤسسات الدولة، وقد ساهم بشكل ملموس في صياغة السياسات الثقافية والتعليمية في الجزائر.

عرف عنه دفاعه المستمر عن القيم الوطنية وموقفه الصريح في العديد من القضايا الحساسة التي مرت بها الجزائر، مما جعله يحظى بتقدير مختلف التيارات السياسية والفكرية داخل البلاد. إضافة إلى ذلك، كان له حضور مؤثر في الأوساط الفكرية العربية والإسلامية من خلال كتاباته ومشاركاته في مختلف المنتديات.

برحيل أحمد طالب الإبراهيمي، تفقد الجزائر أحد رجالها الذين واكبوا تحولات كبرى وتركوا بصمة لا تمحى في تاريخها. وبهذا الحدث الجلل، بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برسالة تعزية إلى أسرة الفقيد ومن خلالها إلى الشعب الجزائري، مُشيدًا بمسيرة الإبراهيمي وإخلاصه للدولة وللمبادئ التي ناضل من أجلها طوال حياته.

يبقى أحمد طالب الإبراهيمي في ذاكرة الجزائريين رمزاً للوفاء الوطني ونموذجاً لرجل الدولة المثقف والمخلص لتطلعات شعبه.

موضوعات ذات صلة