استقالة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد تزيد من حدة الأزمة السياسية
شهدت فرنسا صباح اليوم الإثنين تصاعدًا لافتًا للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، بعد أن أعلن رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو استقالته من منصبه، وذلك بعد ساعات قليلة فقط من إعلان تشكيل حكومته الجديدة. تأتي هذه الخطوة غير المتوقعة لتعمق من حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعاني منها الجمهورية الفرنسية في ظل تحديات سياسية واقتصادية متنامية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وافق رسميًا على استقالة لوكورنو، بعد أقل من 24 ساعة على إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة، والتي لم تبتعد كثيرًا عن حكومة سلفه فرانسوا بايرو؛ إذ ضمت غالبية الأعضاء السابقين ولم تلحظ تغييرات واسعة، ما أثار انتقادات واسعة من المعارضة التي اعتبرت التعديل مجرد إجراء شكلي.
وأدى تعثر المشاورات حول التشكيلة الوزارية والتحديات المتواصلة التي واجهت الحكومة الجديدة إلى ضغط متزايد على لوكورنو، الذي أصبح خامس رئيس وزراء يعينه ماكرون خلال عامين فقط. هذا التحول المتسارع في المناصب العليا سلّط الضوء على عمق الأزمة السياسية، وأثار تساؤلات حول قدرة الحكومة على الاستمرار وتنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها.
وبعد إعلان استقالة لوكورنو، دعت بعض القوى السياسية المعارضة الرئيس ماكرون إلى تحمل المسؤولية والبحث عن حلول جذرية تعيد الثقة إلى المشهد السياسي وتخفف من حدة الانقسام بين الأحزاب والمجتمع.
وتزامنت هذه التطورات مع استمرار الضغوط الاقتصادية واحتجاجات في الشارع الفرنسي تطالب بتحسين الظروف المعيشية وإيجاد حلول فعالة للأزمات المتفاقمة. ويترقب الرأي العام الفرنسي الخطوات القادمة للرئيس ماكرون في ظل غموض المشهد السياسي، حيث لم يتم الإعلان حتى الآن عن اسم رئيس الوزراء الجديد أو ملامح المرحلة المقبلة.
بهذه الاستقالة المفاجئة، تدخل فرنسا مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي، ما يضاعف من تحديات الحكومة ويجعل من عملية استعادة التوافق السياسي أولوية قصوى في هذه الظروف الدقيقة.