الجنوب الجزائري: رصد الفهد الصحراوي ودوره في التنوع البيئي
تزخر الجزائر بتنوع بيئي غني يضم عدة أنواع نادرة من الحيوانات، ومنها الفهد الصحراوي الذي يعتبر من بين أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في المنطقة. في الآونة الأخيرة، انتشرت صورة لفهد صحراوي تم العثور عليه نافقًا في عمق الجنوب الجزائري، ما أثار اهتمام المدافعين عن البيئة والمهتمين بالحياة البرية.
يعتبر الفهد الصحراوي من الكائنات التي يصعب رصدها بسبب ندرتها وكونها تعيش في أعماق الصحارى والمناطق النائية، إلا أن المصور الفوتوغرافي زكريا ابراهيمي، ابن ولاية النعامة والبالغ من العمر 31 عامًا، استطاع من خلال مغامراته المتكررة في المناطق الصحراوية توثيق لحظات نادرة لحياة الفهد في بيئته الطبيعية. وبفضل جهوده، سلط الضوء من جديد على أهمية حماية هذه الأنواع والعمل على بقائها واستمراريتها.
الجنوب الغربي الجزائري، وتحديدًا مناطق الأطلس الصحراوي، يشكل بيئة فريدة تحتضن العديد من الأنواع الحيوانية الصحراوية، لكن الضغط البشري وتغير المناخ يهددان بشكل متزايد التوازن البيئي ويجعلان من رصد مثل هذه الحيوانات مناسبة نادرة.
يرى الخبراء أن فقدان الفهد الصحراوي لا يهدد فقط نوعًا فريدًا من الحيوانات، بل يؤثر أيضًا على استقرار النظام البيئي الصحراوي كاملاً. وعلى الرغم من أن الصورة التي التُقطت للفهد النافق أحزنت الكثيرين، إلا أنها دقت ناقوس الخطر وأعادت النقاش حول أهمية زيادة الجهود لحماية الحياة البرية، وتفعيل قوانين منع الصيد الجائر، ودعم حملات التوعية البيئية في المناطق الصحراوية.
قصة الفهد الصحراوي في الجزائر تعكس تحديًا مشتركًا يواجهه المدافعون عن البيئة محليًا وعالميًا: كيف نوازن بين تقدم الإنسان وحماية الطبيعة؟ الإجابة قد تتطلب تعاونًا أوسع بين المجتمعات المحلية، والسلطات المعنية، والناشطين من أجل ضمان بقاء هذه الكائنات النادرة للأجيال القادمة.