الجزائر تنتقد تصريحات وزير خارجية مالي في قمة دول عدم الانحياز

في اجتماع وزراء خارجية حركة دول عدم الانحياز الذي عُقد يوم الأربعاء في العاصمة الأوغندية كمبالا، برزت مواجهة دبلوماسية بين الجزائر ومالي بعد تصريحات مثيرة للجدل من الجانب المالي. فقد عبرت الجزائر عن استيائها الشديد من تصريحات وزير الخارجية المالي التي اعتبرتها “مسيئة وغير مبررة” في سياق الأزمة الإقليمية المتفاقمة، وجاء ذلك أمام ممثلي أكثر من مائة دولة مشاركة في القمة.

خلال الجلسة الوزارية، تناول وزير خارجية مالي قضايا إقليمية اعتبرتها الجزائر محاولة للتشويش على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى الحوار وحل الأزمات بطريقة سلمية. ورد الوفد الجزائري بالتأكيد على تمسك الجزائر بمبادئ احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً إلى أهمية وحدة الصف الأفريقي في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية.

أكدت الجزائر في بيانها أن لغة التصعيد لا تخدم مصالح شعوب المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى العودة لطاولة الحوار لحل الخلافات القائمة. وأعادت الجزائر التذكير بأهمية قمة عدم الانحياز كمنبر لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول النامية بعيداً عن الصراعات وحسابات النفوذ الإقليمية.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل اضطرابات سياسية كبيرة وتبايناً في المواقف بين عدد من الدول الأفريقية حول قضايا السيادة والأمن. واعتبرت مصادر دبلوماسية أن التصريحات الجزائرية تعكس حرص القيادة في الجزائر على حماية المصالح الوطنية والعمل على استقرار المنطقة من خلال آليات تفاوضية وسلمية.

وكان من المنتظر أن تستمر جلسات قمة كمبالا لمتابعة مبادرات الإصلاح وتعزيز الشراكة بين أعضائها، مع التركيز على الأمن الإقليمي وحقوق الإنسان. ويتوقع المراقبون أن تلقي هذه التوترات بظلالها على المناقشات المقبلة وأن تدفع نحو المزيد من الحوارات لتقريب وجهات النظر وتخفيف حدة التوترات الدبلوماسية في القارة الأفريقية.

موضوعات ذات صلة