استئناف الغارات الإسرائيلية على غزة بعد خرق الهدنة

استأنفت القوات الإسرائيلية هجماتها الجوية على قطاع غزة يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، وذلك بعد عشرة أيام فقط من دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. جاء هذا التصعيد إثر اتهامات متبادلة بين الجانبين بارتكاب انتهاكات لبنود وقف إطلاق النار، حيث أكد كل طرف أن الطرف الآخر هو من بدأ بخرق الاتفاق.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مناطق في القطاع، أبرزها مخيم النصيرات ومنطقة الزوايدة. وأسفرت الضربات عن سقوط ضحايا مدنيين، إذ أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن عدد القتلى وصل إلى 15 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، فيما جُرح العشرات. وتحدثت التقارير عن حالة من الذعر والرعب في صفوف سكان القطاع نتيجة انفجارات الغارات المستمرة، مع تدمير أجزاء من المباني السكنية والبنى التحتية.

وبحسب الجهات الإسرائيلية، فإن العمليات جاءت رداً على إطلاق صواريخ وهجمات من قبل مجموعات فلسطينية على مواقع عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود. وأشارت تل أبيب إلى أن الهدف من هذه الضربات هو منع ما وصفته بـ”التهديدات الأمنية” على المناطق الجنوبية من إسرائيل.

من جانبها، أدانت الفصائل الفلسطينية الغارات، واعتبرت أن إسرائيل تستغل أية حادثة لكسر حالة الهدوء. وأكدت أن الطرف الفلسطيني ملتزم بالتهدئة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل والضغط على إسرائيل لاحترام الاتفاقات والعمل على حماية المدنيين من العمليات العسكرية.

وبينما يسعى الوسطاء الدوليون إلى إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، تزداد المخاوف من تجدد دورة العنف واتساع دائرة المواجهات في ظل هشاشة الوضع الإنساني في غزة الناتج عن الحصار المستمر وصعوبة وصول المساعدات الطبية والإغاثية.

يذكر أن الهدنة التي تم التوصل إليها في العاشر من أكتوبر كانت تهدف إلى إنهاء دورة جديدة من التصعيد شهدها القطاع والتي أودت بحياة المئات وخلّفت دماراً واسعاً، إلا أن الحادث الأخير يبعث مخاوف حقيقية حول صعوبة التوصل إلى حل دائم للصراع في ظل غياب ثقة متبادلة بين الأطراف.

موضوعات ذات صلة