تعزيز الشراكة النووية: زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الجزائر
قام المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، السيد رافائيل غروسي، بزيارة رسمية إلى الجزائر في 20 أكتوبر 2025، ضمن جهود تعزيز التعاون العلمي والتقني بين الجزائر والوكالة في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
تُعَدّ هذه الزيارة خطوة مهمة تعكس العلاقات العميقة التي تربط الجزائر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحرص الطرفين على تطوير مجالات التعاون، خاصةً في ظل الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا النووية في دعم التنمية المستدامة والتقدم العلمي.
تضمنت الزيارة لقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى، حيث ناقش السيد غروسي مع وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، سبل تعميق الشراكة الثنائية ومواصلة تفعيل الاتفاقيات السابقة المتعلقة بالاستفادة من الطاقة النووية السلمية في قطاعات حيوية مثل الصحة، والزراعة، ومعالجة المياه، والطاقة.
وأكد الطرفان على رغبة الجزائر في الاستفادة من الخبرة التقنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستخدام العلوم النووية كوسيلة لتعزيز القدرات الوطنية، وتحقيق إضافة نوعية للقطاعات الإنتاجية، إلى جانب التأكيد على التزام الجزائر بالاستخدام السلمي والمسؤول للطاقة النووية وفقًا للمعايير الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تمثل شريكاً مهماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنطقة، حيث يتسم التعاون بينهما بالاستمرارية والشمول، ويشمل برامج تدريب وبحوث مشتركة والاستفادة من مشاريع التقنية النووية للارتقاء بالاقتصاد الوطني وتحسين ظروف المعيشة.
سلّط السيد غروسي الضوء خلال زيارته على أهمية استخدام الطاقة النووية بطرق مبتكرة من أجل معالجة التحديات التي تواجه الجزائر والعالم، خاصة في مجالات مكافحة الأمراض ومعالجة النفايات وحماية البيئة. وأضاف أن الوكالة ستواصل دعمها الفني وبرامجها التدريبية الموجهة للخبراء الجزائريين.
كما تخلل الزيارة تفقد مراكز البحث النووي في الجزائر للاطلاع على المنجزات العلمية، وهنأ السيد غروسي الباحثين الجزائريين على مساهماتهم التقنية، معبّرًا عن رغبته في توسيع آفاق التعاون ليشمل المزيد من المشاريع المستقبلية.
تعكس هذه الزيارة حرص الجزائر والوكالة الدولية للطاقة الذرية على دفع الشراكة الثنائية نحو أبعاد جديدة من التعاون العلمي والتقني، وتوفير بنية تحتية متينة لمستقبل مشرق في استخدام الطاقة النووية السلمية.